بسم الله الرحمن الرحيم

أهلا بكم فى مدونة محمد جابر عيسى القانونية

12 يوليو 2010

دليل الحجر الصحي الزراعي


مقدمة:

استخدم الإنسان كافة الوسائل العلمية والعملية لزيادة غلة الأرض وسخرها من أجل مصلحته ورفاهيته عن طريق التوسع الرأسي والأفقي في الزراعة وتربية النباتات بالعمل على تهيئة الظروف الملائمة لإنباتها وسرعة نموها والتبكير في النضج وزيادة المحصول. ووجه الإنسان كل جهده باستخدام التقنية الحديثة لتخطي العقبات التي تعرض لها في الماضي وأعاقت تقدمه.



ومن أهم العقبات التي يواجهها الإنسان هو وجود الآفات النباتية التي تعيق نمو النبات أو تقلل إنتاجه أو تقضي عليه كلياً، بالإضافة إلى أن محاولة التخلص من تلك الآفات النباتية بواسطة المكافحات الكيميائية يشكل عبئاً مادياً وانخفاضاً في قيمة الدخل.



ومن هنا تظهر أهمية العلم كسلاح مكن الإنسان من مواجهة الأخطار عن انتشار آفات النباتات وذلك بالحد منها والتغلب عليها حرصاً على مصلحة البشر والإنسانية في تأمين غذائها وكسائها.



وتعتبر النباتات العنصر الثالث الهام من أجل الحياة على وجه البسيطة متساوياً مع الماء والهواء حيث تستحيل الحياة بدون نباتات ولذلك جعله الإنسان هدفاً أساسياً للمحافظة عليه واستمراره في هذا الكون.



وقد بدأ صراعاً رهيباً مع الآفات النباتية على النبات والتي تعيش معه في تنافس مستمر من أجل الحصول على الغذاء، وأن الإنسان لايريد أن يشاركه أحد في الغذاء على هذه الأرض حتى الحيوان الذي يتحكم الإنسان في حياته وتغذيته فإنه يعطيه الغذاء بقدر احتياجاته كي تعود إليه في النهاية كغذاء حيواني ومن هنا يظهر دور الحجر الصحي الزراعي في حماية الغذاء وتوفير الأمن الغذائي محلياً ودولياً.



تعريفه:

هو مجموع التشريعات والنظم التي تتحكم في نقل المواد الزراعية من أجل منع أو تأخير دخول الآفات والأمراض إلى مناطق مازالت خالية منها، كما عرفه البعض الآخر بأنه: يشمل جميع الطرق والوسائل التي تحتاجها حماية النبات من خلال القوانين والتشريعات، أساساً لازماً لخلو الإرساليات الزراعية الواردة والصادرة من الآفات الزراعية المختلف والممنوع دخولها إلى القطر ، كما أن له دوراً كبيراً في الحفاظ على البيئة الزراعية وخلوها من الآفات الزراعية التي تدخل إليها من المناطق الآخرى مما قد ينتج عنها تهديداً لاقتصادها وإنتاجها الزراعي.



تاريخه:

إن تعبير الحجر الصحي الزراعي مشتق من الكلمة اللاتينية Quarantum وهي تعني أربعين، وعرفت كما يلي: الانكليزية Quarantine وهذه الكلمة أخذت من الإيطالية Quarntinu أو الفرنسية Quarnte أو الإسبانية Curanta وهي تعني أيضاً أربعون باللغة العربية ويرجع اتخاذ هذا الرقم أساساً للتسمية لما كان يحدث في القرن الرابع عشر من عملية احتجاز السفن التي كانت تصل إلى المرافئ الأوروبية عائدة من دول الشرق مثل الهند والتي كانت معروفة بانتشار الأمراض الوبائية مثل الطاعون والكوليرا والحمى الصفراء حيث تحتجز السفن خارج المواني لمدة أربعين يوماً تكفي للسماح بظهور الأعراض المرضية على المصاب من طاقم السفينة أو الركاب حتى يمكن ملاحظتها والتعرف عليها قبل أن يسمح لأي شخص بالنزول إلى الموانئ في أماكن الوصول واستمرت تلك القيود في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط حتى عام 1925 .



وليس من قبيل الصدفة أن يتخذ رقم أربعين أساساً فترة احتجاز بل أن لهذا الرقم أهمية خاصة للإنسان دينياً ودنيوياً.



فقد سبق طوفان نوح عليه السلام أربعون ليلة ويماً من المطر المستمر، كذلك فإن الصوم الكبير عند المسحيين أربعون يوماً. وظل الشعب اليهودي تائهاً في سيناء أربعين سنة، وبعث النبي محمد (ص) نبياً في سن الأربعين أما من الناحية الدنيوية فيقال أربعين الميت وأربعين الولادة.



وباعتبار أن الأمر هام جداً فقد أخذت الدول المتقدمة خاصة منذ مايزيد على مائة عام على عاتقها تطوير الحجر الصحي الزراعي ومرافقه وتهيئة الكوادر الجيدة اللازمة ذات الكفاءة العالية في حين أن غالبية الدول النامية لازالت تتحسس الخطى في هذا المجال.



وإن فكرة الحجر الصحي مأخوذة من الحجر الصحي البشري الذي بدء بفرضها منذ مطلع القرن الخامس عشر منعاً لانتشار بعض الأوبئة الخطرة كمرض الطاعون. فبازدهار التجارة في أواخر القرن العشرين وازدياد تبادل المحاصيل الزراعية وكذلك إدخال زراعات جديدة في كثير من البلاد فقد وجدت الدول نفسها أمام أوبئة زراعية لاعهد لها به من قبل ووجدت أن بعض الحشرات والأمراض التي تصيب محاصيلها الزراعية أصبحت تشكل خطراً داهماً على قوت شعوبها وتنازعها على لقمة العيش وتأكد لها أن الأوبئة من طاعون وكوليرا وسواها والتي تفرض ضدها قيود محكمة من الحجر الصحي البشري ليست بأشد خطراً على حياة الشعب من تلك الآفات الزراعية التي تصيب المزروعات وتسلبها قوت حياتها.



وبذلك أخذ الجميع يشعرون بوجوب فرض قيود للحجر الزراعي على المحاصيل الزراعية المتبادلة بين الدول حفاظاً على سلامة الثروة الزراعية لكل دولة.



نشأته:



منذ عام 1900 أنشأت هولندا مصلحة خاصة لمراقبة صادراتها ووارداتها الزراعية من الوجهة الصحية كما سنت أمريكا عام 1912 القانون المنظم لشؤون الحجر الزراعي فيها سواء فيما يخص المبادلات الزراعية الخارجية أو ما يتعلق بنقل الحاصلات الزراعية ضمن أراضيها وهو ما أصبح يسمى الحجر الزراعي الداخلي.



ومن ثم تتالت الدول بسن التشريعات المنظمة لشؤون الحجر الزراعي لديها، كما أخذت تشعر بضرورة التعاون فيما بينها لتطبيق محتوى التشريعات إلى أن عقدت عام 1929 اتفاقية دولية في روما تنظم هذا التعاون ومن ثم جددت هذه الاتفاقية عام 1951 واتسع نطاقها وأصبحت منظمة الأغذية والزراعة التي تشرف على تنفيذ بنودها تسعى لتوسيع أفق التعاون الدولي في مجال الحجر الزراعي سواء بعقد المؤتمرات الدولية أو إصدار النشرات أو القيام بالأبحاث أو إرسال الخبراء أو ما سوى ذلك من أنواع النشاط الذي يخدم قضايا الحجر الزراعي في كل بلد ويعود عليه بالفائدة.



كما قامت بعد ذلك المنظمات الإقليمية لتساهم بجهودها في هذا المضمار مثل المنظمة الأوروبية لوقاية المزروعات والتي امتد نشاطها في السنوات الأخيرة فأصبح يشمل دول حوض البحر الأبيض المتوسط وكذلك منظمة الدول الديموقراطية الشعبية للحجر الزراعي ووقاية النباتات والتي تشكل دول المعسكر الاشتراكي كما أن من المنتظر إنشاء منظمة خاصة بدول الشرق الأوسط لتأمين التعاون فيما بينها من شؤون الحجر الزراعي ووقاية المزروعات والواقع أن الحجر الزراعي يمثل خط الدفاع الأول في أعمال وقاية المزروعات لكل دولة إذا أنه الوسيلة التي تحول دون تسرب آفات زراعية إلى البلد وإذا كان من الأقوال المأثورة (درهم وقاية خير من قنطار علاج) فإن على الحجر الزراعي أن يكون على غاية من الدقة والحرص وبحيث أن دخول أية آفة ولأن تسرب مثل هذه الآفات غالباً مايكون له نتائج مفجعة.



وقد ظهر أخيراً خطر الانتقال بواسطة الطائرات التي تقطع آلاف الأميال في بضع ساعات والتي توفق سرعتها سرعة الصوت وخصوصاً في أيام الكوارث والحروب لاقتضاء سرعة الشحن والتفريغ.



أهميته:

من أهم ما يتبع لدراسة آفة زراعية في أي بلد من بلدان العالم معرفة ماهو مستوطن في ذلك البلد الذي يظهر فيه لأول مرة ومعرفة ماهو منقول إليه من البلدان الأخرى تبعاً لانتشار العمران واتساع النطاق التجاري وتبادل المحاصيل المختلفة وزراعة محاصيل جديدة لم تكن موجودة من قبل وتعدد وسائل الانتقال.



ومن هنا نشأت فكرة فرص الرقابة على المحاصيل الزراعية المستوردة وهي من حيث المبدأ لاتختلف عن الحجر الصحي الزراعي الداخلي إذ أن الغرض الأساسي من كليهما منع نقل إرسالية زراعة مصابة بآفة ما من منطقة إلى أخرى خالية من هذه الآفة.



هذا وقد تنبهت معظم الدول المتقدمة إلى أهمية هذه الرقابة فأولتها عناية خاصة وسنت القوانين الصارمة وصرفت الأموال الطائلة لدراسة طبيعة تلك الآفات وسلوكها الواردة إليها من الخارج وأنشأت لذلك مراكز الحجر الزراعي الدولية فإن الأمم المتحدة عقدت له المؤتمرات وكان أهمها مؤتمر عام 1951 وأبرمت المعاهدات واهتمت مراكز البحوث في تلك البلاد بالدراسة والبحث لحل المشاكل المستعصية وإيجاد الحلول الناجحة لها.



هذا وقد أنشأت في قطرنا آنذاك مصلحة للحجر الزراعي بموجب المرسوم التشريعي رقم 132 لعام 1953 وكان لها أثر فعال في تحديد انتشار الحشرات والأمراض ولاسيما الداخلة منها إلى بلدنا عن طريق الاستيراد وكذلك في تحسين سمعة الصادرات السورية الزراعية التي تصدر إلى الخارج بإعطائها شهادة صحية زراعية بعد فحصها والتأكد من خلوها من الحشرات والأمراض ومنع المصدرون مع تصدير محاصيلهم قبل عرضها على موظفي الحجر الصحي والتأكد من سلامتها وخلوها من الآفات الزراعية وهذا عامل هام جداً دفع المنتجين إلى العناية بمحاصيلهم وخاصة في مكافحة الآفات المكافحة وإجرائها على الوجه الأكمل.



هذا ومن الملاحظ أن معظم الضرر الذي تحدثه الآفة للنبات ينشأ عن الآفات التي تسربت حديثاً للبلاد والأمثلة على ذلك كبيرة وليس من الضروري أن تكون هذه الآفة ضارة أو شديدة الضرر في موطنها الأصلي وعلى العموم يجب اعتبار كل آفة اقتصادية تصيب النباتات إنما هي آفة خطرة لاحتمال تكاثرها واشتداد ضررها في موطنها الجديد.



ويجب عدم السماح بدخول أي إرسالية زراعية مصابة بحشرة أو مرض جديد غير موجود في القطر، ويلاحظ أن أعمال الحجر الزراعي لايمكن أن تمنع دخول هذه الآفات الجديدة تماماً لأنه لايمكن التأكد من خلو الإرسالية الزراعية مهما كان الفحص دقيقاً فبعض الحشرات القشرية مثلاً تختفي في البراعم بحيث يصعب رؤيتها وكذلك فحصها بواسطة العين المجردة أو العدسة الصغيرة (مكبرة).



الحجر الصحي الزراعي في القطر: ويقوم بالمهام التالية:

1- فحص الإرساليات الزراعية الصادرة والواردة بما في ذلك الأواني ووسائل الحزم والتعبئة وسائر الأدوات على اختلاف أنواعها وغيرها من الأشياء التي يمكن أن ترافق تلك الإرساليات.



2- السماح بدخول الإرساليات الزراعية الواردة إلى القطر السوري والمصابة بإحدى الآفات الزراعية المذكورة في الجدول رقم 2 (ملحق بقانون الحجر) بعد فحصها قبل موظفي الحجر الصحي الزراعي وتعقيمها والتأكد من أن نسبة الإصابة لاتتجاوز الحدود المسموح بها وهي 2% إذا كانت معدة للزراعة و 5% للاستهلاك.



3- منح شهادة تثبت منشأ الرسالة الزراعية الصادرة عن القطر العربي السوري وحالتها الصحية وخلوها من الآفات الزراعية الضارة (شهادة صحية) وفقاً للنموذج الدولي المتفق عليه دولياً بموجب الاتفاقية الدولية لحماية النباتات المعقودة في روما عام 1951.



4- منع دخول الإرساليات الزراعية الواردة إلى القطر إذا كانت مصابة بإحدى الآفات المذكورة في الجدول رقم /1/ الملحق بقانون الحجر الصحي الزراعي رقم 237 لعام 1960 المرافق.



5- إن كافة الإرساليات الزراعية الواردة إلى القطر والمصابة بإحدى الآفات المذكورة في الجدول رقم 2 يجري تعقيمها وتطهيرها بالطريقة التي يراها الحجر مناسبة وعلى نفقة مستوردها.



6- إن كافة الإرساليات الزراعية الواردة إلى القطر يجب أن تكون مرفقة بشهادة صحية وشهادة منشأ صادر عن المصلحة المختصة في البلد المصدر ومطابقة للنموذج الدولي.



7- يجب أن تكون الإرسالية الزراعية الواردة إلى القطر موضوعة ومحزمة بطريقة يسهل فحصها وتعقيمها عند الضرورة وإلا فيجري فتحها من قبل موظفي الحجر.



8- على كل مستورد أو مصدر أن يتقدم بطلب خطي إلى مديرية وقاية المزروعات (الحجر الزراعي) لأخذ الموافقة على الاستيراد أصولاً.



9- يمنع منعاً باتاً تصدير الإرساليات الزراعية على اختلاف أنواعها إذا كان منشأها حقولاً أو مشاتل موبوءة معترف بخطورتها دولياً.



10- يجب فحص الإرسالية الزراعي المراد تصديرها جيداً من قبل تصديرها.



ولتنفيذ هذه المهام فقد منح القانون المذكور صفة الضابطة العدلية لجميع العاملين في الحجر الصحي الزراعي عند قيامهم بمهمتهم المذكورة (بعد تأدية اليمين القانونية) لدى إحدى المحاكم.



ومن هنا كان تنظيم شؤون الحجر الزراعي بالنسبة للقطر العربي السوري من الأهمية بمكان سيما أن ظروف القطر الخاصة تستدعي عدم التأخر في إنجاز هذا الموضوع للأمور التالية:



1- إن مناخ القطر معتدل بصورة عامة وهذا مايجعل منه بيئة صالحة لانتشار كثير من الآفات الزراعية فيه وكذلك ناقلة لها لما يمكن أن يتسرب إليه بصورة سريعة.



2- يقع القطر على ملتقى طرق تجارية عالمية وهذا مايجعل منه ممراً لحركة دائمة من الترانزيت الدولي سواء كان مستورداً من دول بعيدة من المنطقة إلى كل من إيران والعراق والأردن والسعودية وإمارات الخليج العربي أو كترانزيت متبادل مابين هذه الدول وبعضها عن طريق الأراضي السورية.



3- مجاورة حدود سوريا لعدد من الدول كتركيا ولبنان والعراق والأردن ووجود مبادلات زراعية نشطة بينها وبينهم.



4- كون سوريا بلد زراعي كما ينتظر له توسعاً ملحوظاً في هذا المضمار مما يستدعي وضع سياسة حجرية قوية وحماية لهذه الثروة الزراعية الهامة.



5- إن سوريا تستورد إرساليات زراعية مختلفة من مختلف دول العالم مما يجعلها عرضة لتسرب آفات جديدة وغريبة مع تلك الإرساليات المستوردة ولابد لتنظيم شؤون الحجر الزراعي من أن تتوفر له مجموعة من الدراسات الفنية تسير على ضوئها في فرض قيود ووضع تعليمات وهي تلخص بما يلي:



‌أ- إجراء حصر عام للحشرات والأمراض الزراعية الموجودة في البلد وتحديد أماكن انتشارها وهل هي عامة أو أنها محدودة وكذلك تعيين نسبة ماتسببه من أضرار.



‌ب-تحديد الآفات الزراعية التي يمكن وضع برامج مكافحة لها بحيث يمكن القضاء عليها عندما تتوفر الجهود لمكافحتها وكذلك تحديد الآفات التي يمكن أن يشملها دون أن يكون هناك سبيل للتخلص النهائي منها وأخيراً تحديد الآفات التي لايمكن أن يشملها برنامج الإبادة أو المكافحة فتترك وشأنها إما لضعف أضرارها أو عدم جدوى اقتصادية مكافحتها.



‌ج- معرفة السياسة الزراعية المحلية والمقبلة في البلد وذلك بتحديد المحاصيل الهامة الموجودة فيها وكذلك المحاصيل الهامة التي يمكن أن توجد فيها أو التي يرغب في التوسع بزراعتها وذلك لفرض القيود المناسبة التي تحول دون تسرب أية آفة زراعية يمكن أن تصيبها.



‌د- إجراء حصر أو اكتشاف الآفات الموجودة في البلاد المجاورة وكذلك التي تستورد منها إرساليات ويجب أن يشمل ذلك بمعرفة تاريخ حياتها والعوامل التي تعيش عليها والظروف البيئية التي تلائمها وكذلك الوسائل التي يمكن أن تنتقل بها (الاستعانة بالخرائط النباتية).



ولذا فإن الحجر الصحي الزراعي يحتاج إلى جهاز فني يؤمن له كل هذه الدراسات ويكون على صلة واطلاع بكل مايجد من أخبار ظهور وانتشار الآفات الزراعية في شتى أنحاء العالم.



ووضع الحجر الزراعي حالياً في القطر لازال في مراحله الأولية فهو مازال بحاجة إلى الدراسات الفنية التي سبق التنويه عنها لتنظيم شؤونه على أساس علمي سليم كما أن عدد المهندسين والمراقبين الذين يناط بهم الكشف على الإرساليات الزراعية سيما الواردة منها مازال دون الحاجة بكثير كما أن مستواهم الفني مايزال بحاجة إلى المزيد من الخبرة والتمرس بأعمال الحجر ولاتزال أعمال الحجر تسير بأسلوب عادي لايتفق مع خطر المسؤولية التي يتحملها موظف الحجر المرابط على حدود وطنه ليصد عنه غائلة آفات زراعية ربما ينجم عن تسربها إلى بلدة أفدح الخسائر بالثرو الزراعية.



وقد بدأت وزارة الزراعة تشعر في السنين الأخيرة بأهمية الحجر الزراعي بالقطر والضرورة الماسة لتنظيم شؤونه فأخذت بتلافي النقص الكبير في جهازه بحيث عملت ومازالت تسعى لزيادة عدد الموظفين والعاملين فيه كما يؤمل أن يرتفع هذا العدد حتى يتدعم جهاز الحجر بالعدد الوافي من المهندسين والمراقبين كما تقوم الوزارة بين فترة وأخرى بإقامة دورات تدريبية للعدد الموجود منهم حالياً لرفع مستواهم العلمي والعملي في أعمال الحجر، كما أنها بدأت بإقامة الأبنية اللازمة على الحدود لجعلها مراكز ثابتة للحجر تؤمن للموظف الراحة والاستقرار ولعمله الانتظام ودقة التنفيذ.



وهكذا وباطراد استكمال النواقص التي يحتاج إليها الحجر الزراعي يؤمل أن تتم الصورة الكاملة لبيانه في أقرب صورة ممكنة.



إن الآفات النباتية ذات القدرة المحدودة على الانتشار مثل البكتيريا وبعض الفطريات والنيماتودا أو الحلم والفيروسات والحشرات محدودة الطيران والحركة ، لايمكنها أن تنتقل بفاعلية تذكر عبر مسافات طويلة ولايتسنى لها ذلك إلا عندما يتدخل الإنسان ليجعلها تتخطى هذه العوائق الطبيعية وتكتسب فرصاً جديدة للانتشار إلى مناطق لم يسبق لها الوصول إليها.



فمن الصعب أن نصدق أن ذبابة فاكهة البحر المتوسط Ceratitis capitata وهي إحدى الآفات الفتاكة التي تصيب ثمار الحمضيات وثمار مالايقل عن مائتي نوع من الفواكه والخضر من الصعب تصديق أن مثل هذه الذبابة يمكنها أن تصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية دون مساعدة عن طريق تدخل الإنسان الذي ساعد في انتقالها، وبالمثل فإن مرض صدأ البن Hemileia vastatrix انتقل من جزيرة سيرلانكا إلى أمريكا ولايمكن أن يكون ذلك قد تم إلا بمساعدة الإنسان وتدخله.



والآفات الضارة بالنباتات وكذلك الأمراض التي تمثل تحدياً مستمراً لإدارات الحجر الزراعي على مستوى العالم، تشكل قائمة بالغة الطول. ولعله من حسن الحظ أن الكثير من هذه الآفات مازال في مناطق معزولة ولكنها تمثل مصدراً مستمراً يهدد بالدخول إلى مناطق جديدة في العالم تستشري فيها أضرارها لأنها قد تكون أكثر ملاءمة لها.



ومما لاشك فيه أن الإنسان هو الذي بدأ في نشر آفات النباتات عندما بدأ نشاطه في مجال الزراعة وأثناء محاولاته المتعددة لإدخال أصناف نباتية جديدة للنهوض بالإنتاج الزراعي، إلا أن بعض المحاولات تحول إلى النقيض نتيجة فشل المحصول الجديد والذي قد أصبح مصدراً لآفات جديدة.



ومن أمثلة ذلك نبات ورد النيل Elichhornia cransipes وسرخس الماء الجميل Salvinia mojesta فقد انتشرا على نطاق واسع ولمسافات طويلة في قنوات ومجاري المياه العذبة وأصبحا من الآفات التي تسبب المشاكل الخطيرة كحشائش مائية في البحيرات والأنهار.



وبعض النباتات التي أدخلت على أنها نباتات زينة تسللت من الحدائق وتحولت إلى حشائش رئيسية مثل Lantana kamar وكذلك Opuntia stricat من مجاميع الصبار، وأدخلت الرزوية ، الحليان ، حئية الفرس ، Sorghum halepense إلى أمريكا على أنها محصول علفي ولكنها تطورت فأصبحت حشيشة ضارة.



وقد تسبب الكثيرون من علماء التاريخ الطبيعي في إدخال العديد من الكائنات الحية التي أصبحت بعد ذلك آفات ضارة في مواقعها الجديدة.



جادوب السنديان Lymantria dispar Gypsy moth أدخلت إلى الولايات المتحدة من أوروبا عام 1869 بواسطة أحد علماء الحشرات المهتمين بحرشفية الأجنحة وذلك على أمل استغلالها في إنتاج الحرير ولكن نتيجة للإهمال تسربت بعض هذه الفراشات من المعمل واستقرت كإحدى الآفات الرئيسية في شمال شرق الولايات المتحدة.



ومن الجلي أن منع أو تأجيل دخول الآفات والأمراض إلى الأقطار التي لم تكن فيها أمر مرغوب فيه إلا أنه مع ذلك فكثيراً ما تغفل أهمية نظام الحجر الزراعي كوسيلة فعالة لتحقيق ذلك . ولعله من المفيد أن نستعرض بعض الأمثلة التقليدية للآفات الضارة والأمراض التي دخلت ثم استقرت في بلدان كانت تخلو منها وذلك للتدليل على الحاجة إلى نظام فعال للحجر الزراعي وذلك لإيضاح أن هذه الآفات أو الأمراض الوافدة كان يمكن منعها أو على الأقل إيقافها لفترات زمنية لاحدود لها إذا كان نظام الحجر الزراعي قد طبق في الوقت المناسب:



1- المثال الأول : ماحدث نتيجة توالي دخول شتلات الكروم (العنب) من أمريكا إلى أوروبا والذي بدأ عام 1845 وانتهى إلى ثلاث كوارث متتالية لصناعة زراعةالعنب في أوروبا نتيجة انتقال مرض البياض الدقيقي وكذلك البياض الزغبي على العنب مع الشتلات الواردة من أمريكا إلى أوروبا.



وأن دخول حشرة الفللوكسرا إلى فرنسا عام 1865 كاد يودي بزراعة الكرمة فيها ويهدد اقتصادها، وكذلك دخولها إلى سوريا مابين أعوام 1965 -1970 أباد كروم العنب الدوماني.



2- حدوث كارثة مجاعة البطاطا الكبرى في إيرلندا عام 1845 قد سببها مرض اللفحة المتأخرة في البطاطا Phytophthora infestancs والذي وصل إليها عن طريق بذار البطاطا المستوردة من بيرو إلى بلجيكا أو فرنسا نحو عام 1842 و 1844.



3- ظهور مرض صدأ الذرة Puccinia polysora على نطاق واسع في جنوب شرق آسيا وأفريقيا يوضح كيف أن آفة ما ليس لها أهمية في موطنها الأصلي تتحول إلى آفة مدمرة في بيئتها الجديدة. فآفة الصدأ هذه لاتسبب خسارة اقتصادية ذات دلالة معنوية في موطنها الأصلي في المناطق الاستوائية بالقارة الأمريكية، ولكنها عندما اكتشفت في سيراليون عام 1949 ، ظهر ماتسببه من خسائر كبيرة أمراً خطيراً يحتاج معه للعديد من برامج البحوث لدراسة الآفة وتربية أصناف مقاومة لها. ومن سيراليون انتشرت هذه الآفة بسرعة عبر وسط أفريقيا إلى كينيا وزمبابوي ثم شقت طريقها إلى جنوب شرق آسيا.



4- وأشجار القسطل الأمريكية الجميلة (أبو فروة) تمثل ربع تعداد الأشجار المنتشرة في موطنها الأصلي بشرق الولايات المتحدة واستمرت على ذلك حتى بداية القرن الحالي حيث أصبحت ضحية الإصابة بمرض اللفحة الذي يسببه الفطر Endothia parasitica وكانت أشجار القسطل تستخدم في صناعة الأثاث وأعمدة التلفونات وقوائم تثبيت قضبان السكك الحديدية وقد قدرت خسائر الولايات المتحدة نتيجة الإصابة بهذا المرض بمبلغ مائة مليون دولار وهو تقدير غير مبالغ فيه. وقد تم التعرف على هذا المرض لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1904 وخلال 25 سنة كان المرض قد فتك بكل أشجار القسطل في أمريكا. ومن المعتقد أن مرض اللفحة هذا قد دخل إلى أمريكا عن طريق الشرق وربما عن طريق إحدى الشتلات المصابة.



5- ومرض العفن الأزرق على نبات التبغ والذي يسببه الفطر Peronospora tabacina هو أحد الأمثلة المميزة لإيضاح مدة سرعة انتشار هذا المرض الوافد. فحتى عام 1958 كان المرض محصوراً في كل من أستراليا وأمريكا ولكن في ذلك العام قد ذكر أنه قد ثبت دخوله في إنكلترا . وبعد عدد محدود من السنوات انتشر المرض إلى كل مساحات التبغ في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأدنى وفي عام 1960 كان أول ضربة لإنتاج التبغ في أوروبا نتيجة هذا المرض فبلغت الخسارة 25 مليون دولار. كما عانت كندا ودول الكاريبي من الخسائر الجسيمة من هذا المرض نتيجة الإصابة الوبائية به في حقول التبغ الناضجة.



6- وفي عام 1875 تم القضاء على صناعة البن الوليدة في سيريلانكا نتيجة ظهور مرض الصدأ Hemileia vastatrix وحديثاً ظهر فجأة مرض الصدأ أيضا خلال السبعينات في البرازيل (1970 ومابعدها) وأصبحت مكافحته تكلف ملايين الدولارات في كل دول جنوب ووسط أمريكا اللاتينية حيث استقر المرض بعد انتشاره وانتشر تهديده إلى الدول الأخرى في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي.



7- ويندر من الناس من لم يسمع عن ذبابة فاكهة البحر المتوسط Ceratitis capatata وهي واحدة من أخطر آفات ثمار الحمضيات وعديد من ثمار الفاكهة والخضر والدولة الوحيدة التي استطاعت بنجاح استئصالها هي الولايات المتحدة الأمريكية وقد نجحت برامج الاستئصال في الحملات المتعاقبة التي تمت في أعوام 1929 و 1956 و 1962 و 1966 و 1975 و 1979 وأخيراً فالولايات المتحدة مازالت تكافح هذه الآفة نتيجة غزوها عام 1980 لولاية كاليفورنيا ومابعدها ، وفي كل مرة كانت تكاليف هذه البرامج ملايين الدولارات سواء في استئصال الآفة أو نتيجة الخسائر التي تنجم عنها على عديد من المحاصيل.



8- وخنفساء الخابرة Trogoderma granarium هي واحدة من أكثر الآفات خطورة المواد المخزونة وقد بدأت تنتشر في مناطق متباعدة في العالم (زمبابوي وإيطاليا والولايات المتحدة) في الأربعينات والخمسينات (1940-1950 ومابعدها) وقد تم استئصالها بتكلفة عالية في الولايات المتحدة ولكنها تعود للظهور من آن لآخر. أما بالنسبة للدول التي ليس لديها حجر زراعي فعال فقد ساهمت في انتشار هذه الحشرة على المواد المخزونة أثناء حركة التجارة العالمية مما أدى إلى مزيد من الانتشار لهذه الآفة.



والأمثلة السابقة الذكر توضح بجلاء أهمية الحجر الزراعي الفعال في كل بلاد العالم. كما أوضحت الخبرة أنه من الممكن منع أو الحد من دخول بعض الآفات والأمراض الفتاكة عن طريق الحجر الزراعي بتكلفة اقل بكثير عما تسببه هذه الآفات أو الأمراض من خسائر اقتصادية جسيمة. وتشمل:



1- القيود والشروط المطبقة على حركة انتقال الآفات المعروفة أو المرتقبة والمنقولة مع النباتات وخاصة المستجلبة من أجل الزراعة والإكثار. وأيضاً الشروط المطبقة على المواد الحجرية والوسائل التي يحتمل قيامها بنقل الآفات من مكان إلى آخر.



2- عمليات حصر الآفات التي يتم إجراؤها بغرض الكشف عن الآفات الوافدة أو غير المسجلة في منطقة واتخاذ عمليات العزل لمنع التسرب إلى مناطق أخرى خالية منها.



3- عمليات المراقبة الزراعية الصحية للنباتات واتخاذ إجراءات المكافحة الفعالة بغرض إبادة الآفات الحديثة التسرب أو اتخاذ إجراءات العزل حولها لحين القضاء عليها تماماً.



ومن اللمحة التاريخية السابقة عن كيفية نشوء وتعريف العزل النباتي نجد أن هناك كثيراً من المبررات التي دفعت المختصين في فروع وقاية النباتات اللجوء إلى إنشاء جهاز العزل النباتي بقصد حماية النباتات واجتناب الخسائر الناتجة عن انتشار الآفات المحلية وانتقالها من مناطق مصابة إلى مناطق خالية منها أو الآفات التي يتم استجلابها من خارج البلاد واحتمال تسربها إلى الداخل.



وإذا كان الخبراء في علم وقاية النباتات يرون أن انتشار الآفات في جميع مناطق العالم التي تناسبها مناخياً وبيئياً أمر حتمي لامفر منه نظراً لتطور وسائل النقل السريع حول العالم وضخامة حجم التبادل التجاري العالمي، فإنهم يعتبرون إجراءات العزل النباتي من الوسائل الوقائية الهامة في التطبيق حيث تلعب دوراً ملموساً يتجسد في الحد من أو تقليل إمكانية تسرب الآفات إلى المناطق الخالية منها كما أن أجهزة العزل النباتي تقوم بعمليات الإنذار المبكر من أجل التصدي لاحتمالات تسرب الآفات مستقبلاً وبفضل هذا الدور يمكن للبشرية أن يكون لديها الوقت الكافي لكي تعد نفسها لمواجهة احتمالات تسرب الآفات وتجنب أضرارها.



وإن عمليات العزل النباتي والتجارب التي مرت بها بعض الدول من أجل التصدي لبعض الآفات الاقتصادية الهامة والتي تمكنت من التسرب إلى داخل تلك الدول، قد أدت إلى نجاح كافة التدابير التي اتخذت من أجل حصر هذه الآفات وإبادتها تماماً. وفيما يلي عرض لبعض الأمثلة الخاصة بزراعة الحمضيات في بعض دول العالم ومدى الأثر الذي قام به المختصون في وقاية النباتات باتباع أسلوب العزل النباتي في المحافظة على هذا المحصول الهام:



مرض قرحة الحمضيات Citrus canker .

الاسم العلمي : Xanthomonas citri

لقد تسرب هذا المرض إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1911 مع أشجار الحمضيات المستوردة من اليابان ، وانتشر هذا المرض في خمسة ولايات هي: فلوريدا، الاباما، لويزيانا، ميسيسيبي تكساس، وقد حدث ذلك رغم الاحتياطات المتخذة في نطاق العزل النباتي في ذلك الوقت. ويرجع سبب ذلك إلى نقص المعلومات الكافية لدى الأجهزة الفنية عن الأمراض النباتية ولاسيما في مجال إصابة النباتات وأعراض الإصابة ووسائل الفحص وكيفية الكشف عن الأمراض النباتية.



وعلى إثر ظهور الأعراض المرضية وملاحظتها تم تطبيق الإجراءات الوقائية والتدابير القانونية بكل صرامة وحزم. وبدأت عمليات عزل المنطقة المصابة واقتلاع الأشجار من أجل إبادة المرض مع استخدام وسائل التطهير المناسبة وظل هذا العمل حتى أمكن التغلب على المرض والقضاء عليه من خلال سنوات تم خلالها اقتلاع وإحراق مايقرب عن 257745 شجرة من البساتين المصابة وحوالي 3093110 شتلة من الحمضيات.



العزل النباتي :

إن أول إجراء قانوني خاص بالعزل النباتي من أجل وقاية النباتات اتخذ في ألمانيا ثم في فرنسا سنة 1875 حين منعت هاتين الدولتين استيراد البطاطا من الولايات المتحدة الأمريكية خشية تسرب وانتشار حشرة خنفساء الكلوراد والتي تصيب البطاطا والتي تمكنت ألمانيا من إبادتها في عام 1974 بعد أن سببت خسائر فادحة في حقول البطاطا وقد اتخذ هذا مثلاً لعدد من البلاد التي قامت بدورها بتطبيق إجراءات مماثلة ضد آفات اقتصادية أخرى. وتجسدت هذه المحاولات في توقيع أول اتفاق دولي بين الدول الأوروبية , وهي فرنسا وألمانيا إيطاليا النمسا المجر سويسرا اسبانيا والبرتغال، وتمت هذه الاتفاقية عام 1978 وكان الغرض الأساسي من هذه الاتفاقية، العمل على مكافحة حشرة الفيلوكسرا على العنب واتخاذ الإجراءات المشتركة والإجراءات الفردية لكل دولة على حده للحيلولة دون تفشي هذه الآفة وانتشارها.



ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف دول كثيرة عن إصدار القوانين والتشريعات واتخاذ الإجراءات الحجرية لمراقبة انتقال النباتات وحالتها الصحية بغرض الحماية من تسرب الآفات الحشرية وتجنب استجلاب الأمراض النباتية الفطرية والبكتيرية والفيروسية. وكانت هذه الإجراءات والقوانين تشكل وجهاً من أوجه العزل النباتي.



تعريف العزل النباتي:

يعني هذا الاصطلاح أي إجراء قانوني يتخذ بهدف الحيلولة دون استيطان أية آفة قد تسبب أضراراً خطيرة وخسائر جسيمة للنباتات ذات الأهمية الاقتصادية أو بقصد تأجيل استيطانها بقدر المستطاع. وكذلك ينطبق هذا التعريف على كل إجراء يتخذ ويرمي إلى تجنب انتشار الآفات أو تأخير موعد انتشارها إذا كانت مستقرة في منطقة ما ويخشى تسربها إلى مناطق أخرى مجاورة خالية منها. وجميع الإجراءات التالية تخضع لمفهوم العزل النباتي.



تعريف حديقة العزل النباتية أو جزيرة العزل:

لمحاولة معرفة مفهوم حديقة العزل النباتية كأحد الأجهزة الهامة والضرورية لوسائل العزل النباتي كما تحددت في الأمثلة السابقة، يتبين أن حديقة العزل النباتية قد تكون :



1- إما عبارة عن مزرعة (ضيعة) في منطقة معزولة عن مناطق الإنتاج الفلاحي أو في منطقة غابوية يتم إعدادها بحيث تكون مجهزة بالأجهزة والاحتياطات التي من شأنها منع تسرب الآفات الحشرية أو الأمراض النباتية إليها أو الآفات منها، وتكون مهمة هذه المزرعة استقبال النباتات بغرض الفحص الصحي للتأكد من وجود أو عدم وجود هذه الآفات من الحشرات والأمراض النباتية والحشائش الضارة.



2- وأما عبارة عن وحدة تضم عدد من المختبرات المتخصصة وبيوت زجاجية مكيفة الحرارة والرطوبة صناعياً. ومعدة إعداداً خاصة لاستقبال النباتات والبذور المستجلبة من أجل الإكثار والزراعة بحيث تكون في معزل عن البيئة المجاورة وذلك بهدف الفحص الزراعي الصحي والتربية إلى فترات محدد لتأكيد خلوها من أية آفات ضارة.



وفي كلتا الحالتين نجد أن الهدف واحد، ألا وهو وقاية المزروعات من أخطار الآفات التي قد ترافق النباتات وتكون كامنة فيها ويصعب رؤيتها أو تحديد أماكن اختبائها والعمل على منع تسربها إلى البلاد المستوردة حتى يتقرر سلامتها من أجل تأمين استزراعها دون خشية التعرض لأي أضرار مستقبلاً. أما إذا ثبت إصابتها بآفة معينة ومعروف خطورتها أو عدم تواجدها في منطقة الاستجلاب يتم إعدامها فوراً والتخلص منها.



وإذا كانت حديقة العزل النباتية إحدى الحلقات الهامة في سلسلة الإجراءات والأجهزة والوسائل الخاصة بعمليات العزل النباتي فإن إنشاؤها ونجاحها يستوجبان بعض الشروط كما يلي:



1- أن تكون الدولة معنية ببرامج الانتقاء الصحي والنوعي في مجال تربية النباتات وبدرجة متقدمة بالنسبة لأنواع النباتات الممكن إنتاجها محلياً حتى لايقع أي نقص عند الحاجة.



2- أن يكون الدولة لديها خططاً تنموية محددة في مجال الإنتاج النباتي وتكون هذه الخطط مدعمة بالقوانين والأجهزة الفنية والإدارية المتخصصة وذلك لاستمرار المحافظة على الجودة الصحية والجودة النوعية أثناء طور الإكثار والزراعة.



3- أن تتوفر بالبلاد أجهزة البحث العلمي والمراقبة الفنية وأجهزة وقاية النباتات القادرة على تسيير كافة العمليات في إطار عمل متكامل ومدعمة بخطط عمل مدروسة حتى لايقع خلل يسبب نقصاً في إمداد البلاد بما تحتاج إليها من النباتات المنتقاة الخالية من الآفات في أي صورة من صورها.



إلا أن بعض الدول تجد صعوبة في إنشاء هذه الحدائق الخاصة بعزل النباتات للأسباب الآتية:



1- قلة المواقع المناسبة لإنشاء حديقة العزل النباتية بحيث تكون بمعزل عن المناطق الزراعية وبشرط توافر شروط العزل النباتي في المناطق المختارة. وفي هذا الميدان أيضاً يمكن الإشارة إلى استحالة منع حركة الحشرات والأمراض النباتية والآفات الأخرى ومنها النيماتودا.



2- النقص الحاد في الأخصائيين بالبلدان النامية لاسيما المتخصصين في علوم التقسيم والتصنيف.



3- ارتفاع تكاليف تشغيل المختبرات وتجهيزها وكذلك البيوت الزجاجية والافتقار إلى إمكانيات الصيانة والإصلاح السريع في حالة تعرض بعض وحدات الحديقة إى تلف ما.



الخلاصة:

إن بلوغ الهدف الأساسي من أجل إنجاح هذا العمل الهام يتطلب تضافر كافة الجهود وتعبئة الإمكانيات ليس فقط من النواحي القانونية والتنظيمية ولكن أيضاً من النواحي العلمية وأجهزة وقاية النباتات والمؤسسات المتخصصة في هذا المجال مع وفرة الإمكانيات. وإن التعاون الإقليمي والدولي من شأنه أن يساعد في التغلب على الصعاب التي قد تواجه هذا العمل البناء حتى يمكن بلوغ الأهداف التي ترمي إلى وفرة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء.



الإرسالية الزراعية:



يسمح باستيراد الإرساليات الزراعية بعد أخذ موافقة مسبقة على الأنواع والأصناف من قبل الجهات المختصة في الوزارة على أن تخضع لإجراءات الحجر الصحي الزراعي وتنظيماته وأن تكون مرفقة بالشهادة الصحية الزراعية المصدقة من السلطات الرسمية في بلد المنشأ والمطابقة للشهادة المتفق عليها دولياً لعام 1951 إضافة إلى شهادة المنشأ.



إن الشروط الصحية المطبقة على الإرساليات الزراعية الواردة هي نفس الشروط التي تطبق على الإرساليات الصادرة,



إن الغراس والشتول والأبصال والعقل والبذور المختلفة المستوردة لغرض الزراعة والإكثار والمنتجات النباتية المستوردة لغرض الغذاء وكذلك أجزاء النباتات الأخرى يجب أن تتم الموافقة على استيرادها من قبل الوزارة بشكل مسبق بناء على نوع الإرسالية المستوردة ونوع الآفات المتواجدة في بلد المنشأ.



ويحدد هذا من قبل الجهة الفنية المختصة في الوزارة شريطة أن تكون الإرساليات خالية من التراب (التربة الزراعية أو السماد العضوي).



هذا وتخضع الغراس والشتول والعقل والأبصال وأجزاء النباتات الأخرى لفحص دقيق في مراكز الحجر الصحي الزراعي عند دخولها إلى منافذ الحدود والموانئ الجوية والمرافئ، ويجب أن ينص في الشهادة الصحية الزراعية المرافقة للإرسالية الزراعية أنها خالية من الآفات المذكورة في الجدول رقم (1) المرافق لقانون الحجر الصحي الزراعي وعلى الأخص مايلي:



1- خنفساء الكلورادو Leptin otarsa decemlincata



2- فراشة درنات البطاطا Phthori maea opercuella



3- مرض سرطان البطاطا Synchytrium endobioticum



4- مرض الساق الأسود البكتيري Pectobaterium caratovora



5- مرض العفن الرخو البكتيري Erwinia caratovora



6- مرض العفن الحلقي البكتيري Corynobacterium sepodonicum



7- مرض العفن البني pseudomonas solanicum



8- الديدان الثعبانية الذهبية golobodera rostochiensis



9- الأمراض الفيروسية المختلفة Virus diseases



10- الخنفساء اليابانية Popillia japanion



11- خنفساء الخابرة Trogoderma granarium



12- مرض تقرح الحمضيات Xanthomonas citri



إن كافة الإرساليات الزراعية إضافة لما سبق تخضع للإجراءات الحجرية وأخذ العينات للفحص بمراكز الوصول أو المختبرات الخاصة بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أو مراكز البحوث العلمية الزراعية أو أية إجراءات أخرى.



كيفية الكشف عن الإصابة وطرق تحديدها في أهم الإرساليات الزراعية المختلفة:



أولاً: قبل أن نتكلم عن طرق الكشف عن الإصابة في الإرسالية الزراعية بشكل عام يجب أن نتكلم عن العينة، والعينة هنا تؤخذ بالطريقة العشوائية ويجب أن تكون العينة العشوائية ممثلة تمثيلاً كاملاً للإرساليات الزراعية وهي التي يجري فحصها وحساب نسبة الإصابة فيها نتيجة لذلك الفحص ويجب أن لاتقل العينة المفحوصة في أي حال من الأحوال عن 1/10 % من إجمالي الإرسالية الزراعية الواردة إلى القطر.



ثانياً: أهم طرق الكشف عن الإصابة وتحديد نسبتها في المواد المطحونة طريقتان هما:



1- طريقة النخل: بعد أخذ العينات العشوائية التي تمثل الإرسالية الزراعية للطحين أو المواد المطحونة يتبع الآتي:



‌أ- تؤخذ عينة من العينات المأخوذة وزنها 500 غرام وتوضع في منخل معدني ويتم النخل بحركات دائرية حتى نهاية العينة.



‌ب- تعد الحشرات الموجودة فوق المنخل.



‌ج- يضرب الناتج × 2 باعتبار أن العينة المأخوذة هي نصف كيلو فيكون الحاصل هو نسبة الإصابة في العينة الأولى.



‌د- تكرار العمليات السابقة على جميع العينات المراد فحصها.



‌ه- يجمع ناتج العينات ويقسم على عددها (المعدل الوسطي) فيكون الناتج هو نسبة الإصابة للإرسالية الزراعية.



ملاحظات:

1- هناك نوعان من المناخل الأول قطر كل فتحة من فتحاته 1 مم والثاني 2.25 مم.



2- تحسب نسبة الإصابة على أساس الأطوار الحية (يرقة، عذراء، حشرة كاملة).



2- طريقة الالتقاط اليدوي: بعد أخذ العينات كما في الطريقة السابقة يتبع الآتي:



‌أ- تؤخذ عينة من العينات العشوائية وزنها نصف كيلو غرام وتنشر على ورقة بيضاء كبيرة ويجرى تقليبها جيداً فوق الورقة المذكورة شيئاً فشيئاً ثم تلتقط الحشرات الموجودة بواسطة ملقط خاص وتوضع في كأس أو وعاء حتى الانتهاء من العينة.



‌ب- تعد الحشرات الموجودة في كل عينة.



‌ج- يضرب الناتج بـ 2 باعتبار أن المادة المأخوذة هي نصف كيلو غرام فيكون حاصل الضرب هو نسبة الإصابة في العينة الأولى.



‌د- تكرر العمليات السابقة على جميع العينات المراد فحصها .



‌ه- يجمع ناتج العينات ويقسم على عددها (المعدل الوسطي ) فيكون الناتج هو نسبة الإصابة في الإرسالية الزراعية.



ثالثاً: طرق تحديد الإصابة في الحبوب الكاملة غير المطحونة:



من أهم الطرق طريقتان هما:



‌أ- طريقة النخل: بعد أخذ العينات العشوائية التي تمثل الإرسالية الزراعية للحبوب يتبع الآتي:



- تؤخذ العينة الأولى من الحبوب وزنها 1 كغ وتوضع في منخل معدني ويتم النخل بحركات دائرية فوق قطعة من الورق الأبيض حيث يسقط السوس والحشرات عليها.



- تعد الحشرات والسوس الساقطة من المنخل على الورقة فيكون الناتج هو الإصابة في العينة الأولى.



- تكرر العمليتان (أ،ب) على كافة العينات.



- يؤخذ المعدل الوسطي للعينات فيكون الناتج هو نسبة الإصابة في الإرسالية الزراعية.



ملاحظة: تتبع هذه الطريقة إذا كانت الحبوب أكبر من 2.25 مم (فتحات المنخل).



‌ب- الطريقة اليدوية وتتم كما يلي:



- يؤخذ 1 كغ وزناً من العينة الأولى ويقسم إلى خمسة أقسام أي أن كل قسم وزنه 200 غرام.



- توضع وزنة 200 غرام في كأس بيشر ويصب فوقه ماء فاتر درجة حرارته مساوية لدرجة حرارة الغرفة أو مكان الفحص.



- تطفو الحبوب المصابة فتؤخذ وتقطع بسكين حادة لمشاهدة اليرقات والعذارى بداخلها.



- تعد اليرقات والعذارى الموجودة في العينة ثم يضرب الناتج بـ5 وهذا الناتج هو نسبة الإصابة في العينة الأولى.



- تكرر العمليات السابقة على كافة العينات ويؤخذ المعدل الوسطي لها والناتج هو نسبة الإصابة في الإرسالية الزراعية.



رابعاً: نسبة الإصابة في الحمضيات وخاصة الحشرات القشرية الحمراء والسوداء:



ولتحديد نسبة الإصابة يبتع مايلي:

أ‌- يؤخذ 100 ثمرة من البرتقال أو الليمون عشوائياً لكل عينة وتحسب عدد الثمار المصابة وعدد الحشرات على كل ثمرة وكذلك السليمة.



ب‌- يؤخذ وسطي العينات فيكون الناتج هو الإصابة في الإرسالية الزراعية.



وترفض الإرسالية الزراعية للحمضيات من كافة مراكز الحجر الصحي الزراعي في القطر إذا زادت نسبة الثمار المصابة في الحشرات القشرية عن 15% وعدد الحشرات على الثمار المصابة يزيد عن 15 نمشة عدا الإرساليات الواردة إلى محافظتي طرطوس واللاذقية باعتبارهما منطقتين لزراعة الحمضيات فترفض الإرسالية الحمضيات الواردة إلى المحافظتين إذا زادت الثمار المصابة عن 10% وعلى كل شجرة مصابة أكثر من 5 نمشات وتخضع كافة الحمضيات التي ستدخل المحافظتين المذكورتين لفحصهما في مركز العريضة سواء كانت واردة من الداخل أو الخارج وتعاد الإرسالية المرفوضة من الحمضيات إلى مصدرها دون اللجوء إلى عملية التعقيم.



خامساً: تحديد نسبة الإصابة في العناكب (الأكاروس) على التفاح: ويتبع مايلي:



أ‌- تؤخذ مجموعة من العينات كل منها مائة ثمرة.



ب‌-تفحص بواسطة عدسة مكبرة أو بالعين المجردة ويفضل الفحص بالعدسة أعناق الثمار والحوامل لمشاهدة الحيوانات العنكبوتية (الأكاروس).



ت‌-يؤخذ وسطي العينات المفحوصة فيكون الناتج هو نسبة الإصابة في الإرسالية الزراعية وترفض الإرسالية الزراعية للتفاح وفق مايلي :



1- إذا تجاوزت نسبة الإصابة بالأكاروس 20% خلال الفترة الواقعة بين مطلع كانون الثاني ولغاية شهر آذار من كل عام.



2- إذا تجاوزت نسبة الإصابة بالأكاروس 5% خلال الفترة الواقعة بين شهر نيسان ولغاية شهر كانون أول من كل عام.



ملاحظات: تعني كلمة الإصابة هنا إصابة حية متحركة (الأكاروس).



سادساً : تحديد نسبة الإصابة في البطاطا:



أ‌- تؤخذ عينات عشوائية تمثل كامل الإرسالية الزراعية وعدد درنات كل عينة 100 درنة.



ب‌-يجرى فحص درنات العينة وتسجل نتائجها فيكون الناتج هو نسبة الإصابة بالعينة.



ت‌-يؤخذ متوسط العينات فيكون الناتج هو متوسط الإصابة بالإرسالية.



وترفض إرسالية البطاطا في إحدى الحالات التالية:

1- إذا كانت مصابة بإحدى الآفات والأمراض الممنوع دخولها إلى القطر والواردة بالجدول (1) والمرفق بالقانون رقم 237 لعام 1960 وتعديلاته.



2- إذا زادت نسبة الإصابة باللفحة المتأخرة والفوما عن 2%.



3- إذا زادت نسبة الإصابة بالجرب العادي أو المسحوقي عن 10% وأن تزيد المساحة السطحية للدرنات المصابة عن 5% من سطح كل درنة و90% الباقي ليست سليمة تماماً وإنما أقل من 5% من السطح الكلي. وتقاس وفق أحد المقاييس كما في الشكل رقم (1-أ ب ج د) والشكل رقم 2-أ ب ج د) ورقم (3-أ ب ج د) .



4- إذا زادت نسبة العفن الطري البكتيري عن درنة واحدة في كل ثلاثة أكياس 150 كغ وذلك في مرافئ الشحن ودرنة واحدة في كل كيس في مرافئ الوصول.



5- إذا زادت نسبة الإصابة بالرازكتونيا عن 5% لأكثر من سطح الدرنة المصابة والـ95% الباقية سليمة تماماً.



6- تطبيق هذه الشروط على بطاطا البذور.



7- أما بطاطا الطعام فتطبق عليها نفس الشروط عند الإصابة باللفحة والفوما حيث ترفض الإرسال إذا زادت نسبة الإصابة بها عن 5% ويجب أن لاتكون الدرنات منبتة على عكس بطاطا البذار.



سابعاً : تحديد نسبة الإصابة في الغراس المثمرة:



أ‌- الغراس المثمرة ومثالها غراس التفاح حيث تؤخذ عينة عشوائية حسب العبوات التي شحنت بها الإرسالية الزراعية سواء أكانت صناديق أو طرود على أن تكون ممثلة تمثيلاً صحيحاً للإرسالية ويجري الفحص كما يلي:



تفتح الصناديق أو الطرود ويجري الفحص لمحتوياتها كاملة بكل دقة غرسة غرسة فإذا وجدت مصابة بمرض أو آفة من الآفات المحددة بالجدول رقم (1) فترفض كافة الإرساليات مهما كانت النسبة ومثال ذلك مرض التدرن التاجي Agrobacterium tomefacenes أما إذا كانت مصابة بآفة أو مرض محدد بالجدول رقم (2) فيسمح بدخولها إذا بلغت نسبة الإصابة 2% وإذا زادت عن ذلك فيجرى تعقيمها إذا كان التعقيم يمكن من إبادة مابها أو ترفض إذا كان التعقيم لايجدي ونسبة الإصابة أكثر من (2%).



ب‌- الغراس الموجودة بصلاية من الطين ومثالها غراس الزيتون والحمضيات المزروعة في أكياس نايلون أو علب معدنية فتفحص كما يلي:



- تؤخذ عينة عشوائية ممثلة تمثيلاً صحيحاً للإرسالية من حيث الموقع والمظهر والنمو والعدد ويجري إبعاد التراب عنها بحذر شديد حتى لاتقطع الجذور الدقيقة وخاصة العرضية منها وذلك بصب الماء على الجذور وغسلها جيداً للبحث عن ثآليل النيماتودا على تلك الجذور حيث من الآفات الواردة في الجدول رقم (1) الملحق بالقانون 237 فترفض الإرسالية في حال وجود الإصابة بالنيماتودا بأية نسبة كانت حيث التآليل واضحة للعيان ويكون حجمها مابين رأس الدبوس وحبة الحمص أو تزيد عن ذلك.



ملاحظة: في حال وجود شك الإصابة يلجأ الفاحص عادة إلى الطرق المخبرية لقطع دابر الشك وهناك عدة طرق أبسطها هي عملية هرس الجذور وتحضينها في طبق بئري به ماء 25م°في مكان حيث تنزل النيماتودا إلى الماء وذلك خلال مدة التحضين البالغة 24 ساعة ثم يجرى فحصها بواسطة الباينكلر ويستدل على النيماتودا من وجود ألوان وبقع مضيئة على الجذور ويكون شكل الأنثى كمثرى والذكر خيطي، كما توجد طريقة الصبغ السريع بمادة الفوكسين.



ثامناً: يجب أن لاتتجاوز نسبة الأعشاب الضارة ( شوفان بري، زيوان قنجر...الخ) المختلطة بالأعلاف غير المركبة المستوردة كالشعير والقمح عن 5 بذرات أعشاب في كل 100 غ من الشعير والقمح وهذا هو الحد الأعلى المسموح به.























شكل رقم (1) ( آ - ب - جـ - د ) وفق المقياس الأمريكي































شكل رقم (2) ( آ - ب - جـ - د ) وفق المقياس الأمريكي































شكل رقم (3) ( آ - ب - جـ ) وفق المقياس الأمريكي































شكل رقم (4) ( آ - ب - جـ - د ) وفق المقياس الأمريكي























































فراشة درنات البطاطا:

الاسم العلمي للحشرة Phthorimaea operculella تتبع العائلة Gelechidae الرتبة Lepidoptera: تعتبر فراشة درنات البطاطا من أهم الآفات انتشاراً في العالم ويعتقد أن أمريكا الشمالية هي موطنها الأصلي وتنتشر في أكثر من 50 دولة من العالم مسببة خسائر كبيرة على المحاصيل الزراعية المختلفة وخاصة التبغ والبندورة والباذنجان. ففي الولايات المتحدة الأمريكية وصل ضرر الحشرة في الظروف الحقلية إلى 25% بالنسبة للبطاطا و 57% بالنسبة للبندورة، بينما كان الضرر أكبر بكثير لدرنات البطاطا أثناء التخزين، وفي اليابان بلغت الخسارة 60-80% من محصول التبغ والبطاطا في المستودعات.



التوزيع الجغرافي:

أوروبا : منطقة البحر المتوسط، أفريقيا : شمال أفريقيا، أريتيريا، إثيوبيا، كينيا، ملاوي، روديسيا، جنوب أفريقيا، مدغشقر، أمريكا: جنوب الولايات المتحدة ، المكسيك ، برمودا ، كوبا، الدومينيكان ، أمريكا الجنوبية.



وصف الحشرة:

- فراشة درنات البطاطا عبارة عن فراشة صغيرة لونها بين يميل إلى الرمادي مع وجود بقع صغيرة على الجناح الأمامي يبلغ عرض الفراشة مع فتح الأجنحة (12-15) ملم والذكر أقصر من الأنثى بـ 2-2.5 مم.



- البيضة إهليلجية يصل عرضها إلى 0.3 مم وطولها يتراوح مابين 0.35-0.56 مم لونها أبيض القشرة تقريباً ملساء شبكية. تتغطى البيضة بمادة لاصقة حتى تؤمن الالتصاق مع الوسط الذي تتوضع عليه. مع تطور الجنين داخل البيضة يتحول لونها إلى اللون القاتم.



- اليرقة ذات لون أصفر زهري أو أصفر مخضر مع وجود خط أبيض طولاني في الوسط يتراوح طول اليرقة مابين 10-13 مم.



- العذراء طولها 5.5-6.5 ملم تتوضع داخل شرنقة ذات لون رمادي فضي بطول 10 ملم وعرض 4 ملم وتتغطى هذه الشرنقة عادة بلطع من الطين أو بقايا التربة.



- تبدأ الحشرات الكاملة (الفراشات) بالطيران في بداية الربيع وتبقى في الطبيعة حتى نهاية تشرين الأول وتنشط بشكل أساسي بعد الغروب عند الفجر.



يبدأ وضع البيض بعد التزاوج بـ24 ساعة وتضع الأنثى لطع البيض (كل لطعة عبارة عن بيضة إلى يرقتين) غالباً على السطح السفلي للأوراق أو على سيقان النبات، أو على ثمار البندورة أو على درنات البطاطا الظاهرة فوق سطح التربة. أو الموجودة في المستودعات ويلاحظ أن أغلب البيض الذي يوضع على الدرنات يكون على العيون أو على مقربة منها وأحياناً تضعه في أماكن الجروح الميكانيكية. والشكل رقم (7) يبين شكل الحشرة وطور حياتها.



- تعيش الحشرة الكاملة (الفراشة) حتى 3 أسابيع وأحياناً أكثر من ذلك وتضع البيض مرتين بعد كل تزاوج ومجموع ما تضعه الأنثى يصل على 150-200 بيضة خلال فترة حياتها.



- يفقس البيض بعد 5-10 أيام حسب الظروف الجوية وتخرج منه يرقات تكون غير منتظمة في الأوراق والسوق والأفرع، أما في الدرنات فإنها تحدث أنفاقاً متعرجة تكون سطحية على الغالب. تثقب اليرقة نسيج الورقة وتحدث فيه أخاديد داخل النصل الرئيسي أو على مقربة منه أو في العروق العرضية للورقة. يمكن لليرقة الواحدة أن تحدث من 3-4 أخاديد كما ويمكن أن تنتقل اليرقة من ورقة لأخرى. أما على الدرنات فتبدأ الإصابة عادة في منطقة العين في الطبقة السطحية للدرنة حيث تجف وتتجعد القشرة فوق الأخاديد كما يلاحظ تراكم مفرزات اليرقة في هذه الأخاديد.



- دلت الدراسات التي أجريت على هذه الحشرة أن اليرقة الواحدة يمكن أن تأكل 6-8 سم2 من سطح الورقة وهذا بالطبع يؤدي إلى موت الورقة وسقوطها.



- تستمر فترة الطور اليرقي في فصل الصيف 11 يوم وفي نهاية الطور اليرقي تدخل بطور العذراء وذلك إما على سطح التربة أو على النبات في أعناق الأوراق وتحت البقايا النباتية وعلى الأكياس وفي شقوق أرض المستودع ويستمر هذا الطور حتى الأسبوع.



- للحشرة عدد من الأجيال يتراوح مابين 4-13 جيل ففي الصين حتى خمسة أجيال وفي أمريكا وفي الظروف الحقلية أكثر من أربعة أجيال أما في المستودعات فحتى سبع أجيال وفي شمال أفريقيا عشرة أجيال أما في أستراليا فحتى 13 جيل.



- أفضل درجات الحرارة لتطور الحشرة هي 15-35 م°



تتعرض حقول البطاطا للإصابة بهذه الحشرة خاصة في العروتين الربيعية والصيفية وتعتبر نباتات الكاتي التي تبقى في الأرض بعد قلع محصول البطاطا للعروة الخريفية والدرنات المتبقية في الأرض بعد عمليات فرز الدرنات من أهم مصادر العدوى لهذه الحشرة حيث تعيش عليها فراشة درنات البطاطا بأطوارها المختلفة ، حيال هذا الواقع لابد من وضع برنامج لمكافحة هذه الحشرة على النحو التالي:



أ- الإجراءات الزراعية:

1- اتباع دورة زراعية مناسبة ( ثلاثية أو رباعية) وعدم زرع البطاطا بعد البندورة والباذنجان والتبغ.



2- تحضير الأرض بشكل جيد لسهولة زراعة الدرنات على عمق مناسب (10-12) سم.



3- إجراء عمليات التحضين خلال موسم النمو لمنع ظهور الدرنات فوق سطح التربة وعدم تعرضها للإصابة بالحشرة.



4- الري المنتظم لمنع حدوث تشققات في التربة وتعرض الدرنات للإصابة.



5- إزالة المجموع الخضري (العروش) قبل القلع بمدة لاتقل عن 10-15 يوم وإتلافها بعيداً عن الحقل حتى لاتكون مصدراً لإصابة الدرنات.



6- جمع كافة الدرنات الظاهرة فوق سطح التربة بعد حش المجموع الخضري.



7- في حال الري بالرذاذ وحدث أن تأخر القلع يمكن إجراء رية خفيفة بالرذاذ لمدة 1-2 ساعة كلما دعت الحاجة وذلك لترطيب سطح التربة ومنع تشققها.



8- تجري عمليات القلع بدءً من الصباح الباكر وتفرز الدرنات المصابة وتعزل لوحدها أما السليمة فتعرض لأشعة الشمس لمدة 4 ساعات قبل تعبئتها بالأكياس حيث تنقل مباشرة إلى مستودعات نظامية مناسبة للتخزين.



9- لايجوز مطلقاً ترك البطاطا في الحقل على شكل أكوام مكشوفة وإلا تعرضت للإصابة بالفراشة والآفات الأخرى.



10- عدم ترك بقايا الفرز من درنات مصابة بالحشرات أو الأمراض أو مجروحة في الحقل حتى لاتكون مصدراً للإصابة في العروات التالية.



11- في حال احتفاظ المزارع بجزء من إنتاجه كبذار يجب عليه أن يقوم بفرزها وإبعاد التالف منها ومن ثم وضعها في غرفة مهواة ذات نوافذ مغطاة بسلك مانع لدخول الحشرات ، تفرش الدرنات في أرض الغرفة بسماكة 20-30 سم مع تعفيرها بمبيد حشرية مناسب كالسيفين.



ب- المكافحة الكيميائية في الحقل:

تبدأ عمليات التحري عن الإصابة بعد الزراعة بشهرين وعند العثور على بدايات إصابة بفراشة درنات البطاطا على المجموع الخضري ترش النباتات بإحدى المبيدات الحشرية التالية:



- سيفين 85% W.P بمعدل 1.37-2.87 كغ للهكتار.



- لاينت 90% W.P بمعدل 565 -1130 غ/هكتار فترة الأمان – أسبوع.



- كلوربيرفوس (دورسبان 4 E.C ) بمعدل 2-2.2 ليتر /هكتار فترة الأمان - أسبوع.



- فوزالون ( زولون 35% E.C ) بمعدل 1.5-2 ليتر /هكتار فترة الأمان – أسبوعان.



- مارشال 25% E.C بمعدل 200-250 سم3/100 لتر ماء.



- فورسدرين (جسفيد 24-25%) بمعدل من 1-2 ليتر/هكتار.



- ديسيس 2.5% E.C بمعدل 500 سم2/هكتار.



يعاد الرش كل أسبوعين إذا استدعى الأمر وخاصة بالنسبة للعروة الصيفية، ومما هو جدير بالذكر أن المواد المذكورة ذات تأثير فعال على معظم حشرات البطاطا.



ج- المكافحة أثناء التخزين:

1- تخزين درنات البطاطا في مستودعات جيدة التهوية تغطى فتحاتها بالسلك الرفيع الذي يحول دون دخول الحشرات الكاملة أو تخزن في برادات على درجة 4م°.



2- تطهير المخازن المعدة لخزن البطاطا قبل التخزين بإحدى المواد المطهرة مثل اكتلك، نوغوس، فوسنوكسين. هذا ويجب غلق المخزن مدة أربعة أيام بعد التطهير وقبل تهويته ولايستخدم إلا بعد جفافه التام.



3- يجب أن تعفر الدرنات المعدة للتخزين تعفيراً منتظماً بالعفارة بمعدل 1.25 كغ من مسحوق السيفين 10% لكل طن من الدرنات المعدة للبذار. كما ويجب إجراء كشف دوري على المستودعات وفرز الدرنات المصابة من آن لآخر وإبعادها عن المستودع.



4- عند تخزين البطاطا المعدة للبذار للعروة الشتوية في برادات يجب أن تخزن على درجة 4 م° مع رطوبة نسبية 85-90% مع مراعاة تطهير البرادات قبل التخزين بالمطهرات المناسبة.



الخنفساء اليابانية : Japnese beetle Garden chafer

تنتشر في الشرق الأقصى بشكل واسع وعلى شكل آفة، بدأ انتشارها على النبات في اليابان ثم أخذت في الانتشار في مناطق (مساحات واسعة من شمال أمريكا، ولم تستطع أوروبا وأفريقيا وغرب آسيا حصرها.



حتى في المناطق الحارة في جزر بريطانيا فإن الشعير هو العامل المناسب للخنفساء اليابانية ومع ذلك يمكن أن تنتشر في بريطانيا إلى قارة أوروبا.



في المساحات الواسعة من جنوب أوروبا ذات الصيف الدافئ والرطوبة المتوسطة فمن المتوقع أن تحدث إصابة كبيرة بهذه الحشرة. لهذا فقد عرفت الخنفساء اليابانية وسجلت عليها الأبحاث بسرعة، ترتبط الخنفساء اليابانية كثيراً بموطن خنفساء Chafer beetles .



الحشرة البالغة:

خنفساء الحشرة الكاملة متوسطة العرض، مقعرة وخشنة وبيضوية الشكل ومخططة وطولها 11 مم ، الرأس ، الصدر، الأرجل ذات لون أخضر لامع (أخضر معدني) والجناح ذات لون بني نحاسي,



الجسم أخضر مخطط عليه 12 خط من الشعر الأبيض على الجوانب والنهاية الخلفية أما حشرة الـ Chafer مشابهة لها ولكن تنقص فيها الخطوط الشعرية البيضاء وأرجلها رفيعة ولونها بني عوضاً عن الأخضر.







اليرقة :

الدودة الكاملة طولها 25 ملم ورأسها بني، وأرجلها ، وجسمها أبيض غليظ والجزء الخلفي منها سمين وناعم، ومثني إلى الأسفل وبنفس هيئة دودة الـ Chafer (جعل الورد).



يمكن التفريق بين النوعين بصفة مميزة وبوجود شعر خشن على النهاية الخلفية من الخنفساء اليابانية وغيابها في Garden Chafer grub.



دورة الحياة:

تقضي فترة الشتاء على شكل يرقة في كهوف على عمق 5-15 سم في التربة، في أواخر الربيع وعندما تصبح التربة دافئة تسترد اليرقات نشاطها وتنصع أنفاق إلى أعلى لتتغذى قبل سطح التربة ببضعة سنتيمترات. وعندما تصبح كاملة النمو تتوقف عن التغذية وتصنع كهوف (صومعة ) تحت سطح التربة ببضعة سنتيمترات.



بعد فترة السكون المحددة بعشرة أيام تبدأ فترة التعذر وتبقى من 8-20 يوم ثم تظهر الحشرة الكاملة من التربة في شهر حزيران ، تموز، آب.



في الجو الدافئ المشمس، ودرجة الحرارة 21° تطير الخنفساء لتبحث عن الغذاء المناسب، تتحاشى كثرة الظل وتختار البلاد المفتوحة والمجموع الخضري المعرض للشمس. وفي اليوم البارد أو الغائم تقل حركتها وتغذيتها، وحتى في حال المطر أو مرور ظل ناتج عن وجود غيمة فإنها توقف نشاطها.



تحفر الخنفساء بضعة سنتيمترات في التربة لوضع البيض وتفضل وضع البيض في المراعي وتضع بعض البيض بين المحاصيل في التربة المكشوفة.



يحتاج البيض واليرقات الحديثة الفقس إلى درجات حرارة أكثر من 18م° في التربة لنموها، ولكنها حساسة للتربة الجافة، يفقس البيض بعد 14 يوم وتحفر اليرقة في الأرض، إذا كانت التربة تتحرك إلى أسفل حتى يقترب فصل الشتاء، تتوقف عن التغذية وتصنع لنفسها كهف أو صومعة للتشتية وتصنع غطاء لتحمي نفسها من الثلج ، هذه اليرقة يمكن أن تعيش في الشتاء القاسي في شمال أمريكا، عادة دورة حياتها تأخذ سنة ولكنها تحتاج إلى سنتين في الشمال.



طبيعة الخطورة(التلف):

في أمريكا كل من الحشرة الكاملة واليرقات تكون آفات نباتية، تتغذى الحشرة الكاملة على المجموع الخضري ، الأزهار، الثمار، بينما تتغذى اليرقة على الجذور.



الحشرة الكاملة لها مدى واسع من العوائل النباتية ، على الأقل 250 عائل من الأشجار المتساقطة، الشجيرات ، الأعشاب. والعوائل المفضلة لديها : التفاح، الكرز، التمر، الليمون ، الفريز، البرسيم ، الذرة ، الورد.



الضرر على الأوراق يتكون من فتحات بين العروق ، والأوراق المتضررة كثيراً ما تتحول إلى اللون البني، ثم تسقط، والنتيجة أن الأشجار والشجيرات أحياناً أوراقها كلها متساقطة أزهار بعض النباتات تكون متآكلة وهذا يسبب خطراً ملحوظاً لأنها تقلل من البراعم وخاصة الورد.



تكون الثمار متضررة على العوائل الأخرى خاصة الخوخ، التمر، الصنف المبكر من التفاح، تأكل الخنفساء الناضجة أو القريبة من النضج ، وأحياناً تتسع المساحة المتضررة بعمق إلى قلب الثمرة.



تنقص القيمة التسويقية للثمار أو تسبب التعفن والذي يزيد من ضرر الثمار وبالتالي يؤثر على الإنتاجية في الحقل في شمال أمريكا، تسبب الخنافس للذرة ضرراً خطيراً لأنها تتغذى على الأوراق وسنابلها وخيوط الذرة. تكون اليرقات آفة خطيرة في المراعي وأعشاب الزينة، وتسبب تغذيتها ضعف في النمو نقص مقاومة النبات للجفاف.



توزيعها وانتشارها:

هذه الخنفساء مستوطنة غالباً في الصين ، اليابان ، كوريا، روسيا، الشرق الأقصى، في عام 1916 وجدت في شرق أمريكا في حالة اليرقة في التربة مع شتول النباتات ومع زهرة المنثور المستوردة من اليابان، ومنذ ذلك الوقت انتشرت حتى عام 1970 فإن 389000كم2 قد أصيبت وفي عام 1976 أصبحت في 24 ولاية شرقية وفي جنوب كندا.



وفي شمال أمريكا كان الانتشار بواسطة الحشرات البالغة خلال الصيف، الانتشار المحلي حدث بالخنفساء الطائرة إلى المناطق غير المصابة، بينما مسافات أطول حملت إليها الخنافس بعدة أشكال من النقل ، يمكن للخنافس أن تستقر على البضائع والمسافرين.



الخنفساء اليابانية جلبت إلى بريطانيا بواسطة الطائرات بعد فترات من نشاطها الحاد قرب حقول أمريكا في حزيران وتموز.



الأعداء الطبيعية:

توجد عدة متطفلات لهذه الخنفساء في أمريكا وهي تشمل : النيماتودا من اليابان وكوريا، التي تعود للجنس Tiphia وتهاجم اليرقات، البكتريا وهذه تسبب الأمراض الحليبية لليرقة Lentimorbus تتعرض هذه الأحياء في بعض المناطق لفحص فعال وانتشارها يتم بشكل طبيعي وصناعي.



خنفساء الكلورادو Leptinotarsa decemlineata:

من الحشرات الخطرة على محصول البطاطا والتي انتشرت الآن في أكثر من دول أوروبا.



الوصف:

الحشرة الكاملة خنفساء بيضوية ذات كتلة منتفخة وهي من رتبة غمدية الأجنحة Coleoptera، طول الحشرة البالغة 12 ملم وعليها خطوط متناوبة بالألوان الأسود والأصفر ومن المقدمة حتى الخلف وعلى كل جناح، وتوجد بقعتان مركزيتان في القسم العلوي من الجسم تشبهان حرف V اللاتيني كما في الشكل رقم (9).



لون الرأس والصدر بني مع علامات سوداء مختلفة، اليرقات بالبداية، تكون ذات لون أرجواني وبني وأخيراً تصبح بلون الجزر المحمر مع خطين أو سطرين من البقع السوداء على كل جانب ( شكل رقم 10).



طول العذراء 10 ملم ولونها برتقالي فاتح، لاتوجد في هذه البلاد حشرة مشابهة لخنفساء الكولورادو تتغذى على أوراق البطاطا.



تاريخ الحياة:

تمضي الخنفساء الشتاء مدفونة في التربة وعادة بعمق 35-120 سم في الربيع أو الصيف الباكر تتجه نحو السطح وفي الأيام الدافئة المشمسة تطير للبحث عن محصول البطاطا.



يكون الطيران عادة قصير لايتجاوز 1-2 ميل، ولكن تحت ظروف معينة وبوجود درجات حرارة عالية غالباً في الطقس العاصف فإن عدد كبير ممكن أن يحمل بالرياح إلى مسافات طويلة.



بعد الوصول إلى المحصول، تبدأ النخنافس بمضغ الأوراق وبسرعة فإن الإناث تبدأ بوضع البيض الأصفر الفاتح في مجموعات على السطح السفلي للأوراق.



تستمر الإناث بوضع البيض خلال فترات متقطعة أثناء الصيف وكل أنثى ممكن أن تعطي 2500 بيضة ، بعد 4-6 أيام يفقس البيض إلى يرقات وتبقى عادة اليرقات على نفس النبات وتتغذى حتى نموها الكامل.



























تدوم مرحلة اليرقات 24 يوم بدرجة حرارة 16.5 م°، تبقى اليرقات كاملة النمو مخبأة في داخل التربة حتى فترة التعذر، تدوم مرحلة العذراء 14 يوم بدرجة حرارة 16.5 م° ، أخيرا ً يحدث التحول الأخير إلى خنفساء بالغة.



في نهاية حزيران وخلال تموز تصعد الخنافس إلى سطح التربة وتتغذى، وإذا كان الطقس دافئاَ تضع البيض الذي يعطي أجيال من الخنافس وذلك قبل أن يموت النبات في الخريف (يصبح قش). في نهاية فصل الصيف فإن الخنافس تتخبأ في أسفل التربة مرة ثانية وتبقى هناك حتى الشتاء.



التوزع الجغرافي:

تنتشر في أغلب دول أوروبا ، قبل دخول زراعة البطاطا إلى الولايات المتحدة الأمريكية كانت هذه الحشرة موجودة ومحصورة في ولاية كلورادو والولايات المجاورة لها حيث كانت تتغذى على مختلف أنواع النباتات البرية من نباتات العائلة الباذنجانية salanum ومنذ استقدام نبات البطاطا انتشرت هذه الخنفساء في جميع أنحاء الولايات المتحدة وانتقلت منها إلى أوروبا وأصبحت آفة خطيرة، وتعتبر من الآفات الحجرية الهامة.



مدى الخطورة:

يبدأ الضرر بواسطة الحشرات البالغة، ويستمر بمضغ اليرقات حتى يصبح النبات قش وخالي من الأوراق, إشارة أخرى مميزة وتدل على تغذية الحشرات الكاملة واليرقات هي وجود براز أسود وبشكل منتظم ويبقى على الأوراق والساق.



بالرغم من أن الأوراق فقط هي التي تصاب فإن إنتاجية الدرنات تقل، كذلك فإن الدرنات تؤكل أيضاً، الحشرات البالغة واليرقات تتغذى أيضاً على نباتات أخرى من عائلة البطاطا الباذنجانية مثل البندورة ، الفليفلة.



انتشارها:

أول وجودها كان في عام 1824 في ولاية كلورادوا وكانت محصورة في المناطق شبه الصحراوية من غرب أمريكا، وكانت تتغذى على الأجزاء غير المزروعة (البرية) من عائلة البطاطا. وبزراعة البطاطا فإن الخنفساء انتشرت بسرعة إلى المحيط الأطلنطي ووصلت إلى جنوب شرق كندا في عام 1874.



ولم تصل على أوروبا حتى عام 1922، منذ ذلك الوقت وخاصة أثناء الحرب فقد انتشرت الحشرة في كل دول أوروبا حتى وصلت إلى تركيا عام 1937 والخارطة المرافقة (رقم 11) توضح تواجد وهجرة الحشرة المذكورة وانتشارها في مناطق العالم المختلفة. وجود القناة جعل حاجزاً للحشرات الطائرة من أن تأتي من القارة إلى بريطانيا ولكن سرعان ماجلبت بواسطة المنتجات النباتية وسلع أخرى بالسيارات والسفن.



قوانين صحة النبات ساعدت بمنع الأمراض والحشرات الضارة والمتضمنة خنفساء الكولورادو من أن تنتشر في هذه البلاد. وضعت قيود لاستيراد البطاطا والخضراوات الأخرى من البلاد المنتشرة فيها هذه الحشرة.



















شكل رقم (11)















مدى الخطورة على هذه البلاد:

إذا كانت الظروف تسمح بانتشار الخنفساء فمن الضروري على مربي البطاطا أن يرشوا محاصيلهم ليمنعوا الأوراق من أن تؤكل. وهذا يضاف إلى تكلفة زراعة البطاطا. لذا يجب علينا كمهتمين وليس فقط المزارعين أن نقدم كل مساعدة ممكنة للوزارة للمحافظة على الدولة خالية من هذه الحشرة.



المكافحة:

استخدمت كثير من المواد الحديثة الفوسفورية قليلة السمية وغيرها من مركبات الكاربامايت، وفي الوقت الحاضر لجأت كثير من الدول في أمريكا وأوروبا إلى المكافحة الحيوية إضافة إلى تربية أصناف من البطاطا مقاومة لهذه الحشرة باعتبار أن أوراقها غير مناسبة للالتهام من قبل الحشرة.



أكثر الخنافس أو الحشرات الممكن أن تتشابه وتركبنا مع خنفساء الكولورادو هي :



1- حشرة أبي العيد ( اليرقة – العذراء) : يوجد على الحشرات البالغة بقع سوداء على ظهرها الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر وليست مخططة أبداً، اليرقة فعالة ومفلطحة وذات لون رمادي – بنفسجي أو أسود مع علامات صفراء برتقالية، غير محدبة وذات لون أحمر تشبه يرقات خنفساء الكولورادو، العذراء صفراء أو برتقالية عليها علامات سوداء، الحشرة ويرقاتها تتغذى على الذبابة الخضراء ويجب عدم قتلها لأنها حشرات نافعة جداً.



2- Burying beetle: وهذه أكبر من خنفساء الكولورادو ومعلمة بعلامات على الظهر مع وجود خيوط أو أشرطة سوداء وحمراء برتقالية، هذه العلامات تبدأ من جانب إلى جانب آخر عبر الأجنحة، وليس من المقدمة إلى الخلف كما في خنفساء الكولورادو.



3- Summer Chafer: برتقالية مصفرة وأكبر من خنفساء الكولورادو توجد حواف إلى أسفل الأجنحة وخطوط مختلفة كثيراً عن الخطوط السوداء والصفراء لخنفساء الكولورادو. تعيش اليرقة في التربة وفي العشب المتضرر وفي النباتات العشبية وتهاجم جذورها.



خنفساء الخابرة Tregoderma granarium :

الحشرة الكاملة خنفساء بيضوية من رتبة غمدية الأجنحة Coloptera لون الجسم غامق به أشعار كما في الشكل رقم (12).















شكل رقم (12)















اليرقة:

أكثر ضرراً من الحشرة الكاملة و تستطيع أن تتحمل الظروف الجوية الغير ملائمة لعدة سنوات، جسم اليرقة مغطى بأشعار كثيفة ولها ذيل شعري. وأهم ما يميزها عن غيرها من اليرقات هو تحملها الشديد للجوع والعطش وحاجتها إلى جرعة كبيرة من المبيدات للقضاء عليها.



تضع الأنثى حوالي 125 بيضة في المرة الواحدة وتستغرق فترة الجيل الواحد من شهر إلى شهرين ولها عدة أجيال في السنة حسب الظروف الجوية السائدة في المنطقة ودرجات الحرارة.



تعتبر هذه الحشرة من أخطر آفات الحبوب المخزونة، وهي حشرة عالمية الانتشار توجد في المناطق الدافئة كما تعيش في المناطق ذات المناخ المعتدل. وتنتشر في مخازن الحبوب والغلال والبذور وفي المطاحن ومخازن الدقيق وفي أماكن منتجات صناعة تحويل الدقيق ومخازن علف الحيوانات وأماكن وجود شحنات ووسائل نقل المواد التالية: (الحبوب المخزونة مثل القمح والشعير والذرة والأرز والبقوليات، والدقيق ومنتجات الفواكه المجففة وبذور البرسيم والبندورة والشوندر والقطن والكتان وغيرها).



وتعتبر خنفساء الخابرة من الحشرات الخطيرة التي تخضع للمراقبة الدقيقة من قبل دول المنظمة الأوروبية وحوض البحر الأبيض المتوسط لوقاية النبات (EPPO) حيث توصي المنظمة أعضاءها باتخاذ جميع التدابير اللازمة للحد من خطر هذه الحشرة ومنع تسربها وانتشارها في بلادهم. وقد نصت المنظمة الأوروبية EPPO فيما يحص هذه الحشرة بتوصيات هامة يجب العمل بها عند مراقبة المواد المخزونة المستوردة وجاء في توصياتها مايلي:



1- عدم وجود حشرة خنفساء الخابرة (التروجودرما) في المواد المستوردة.



2- إن الدول المستوردة لها الحق والصلاحية عند مراقبة الاستيراد في اتخاذ جميع التدابير الوقائية عند وجود هذه الحشرة في المواد النباتية المستوردة، وهذه الوسائل الوقائية لابد من الاهتمام بها بدلاً من طلب المراقبة من طرف الدول المصدرة.



وإذا رجعنا إلى القوانين المتعلقة باستيراد بعض المواد الغذائية في كثير من البلدان العربية نجد أن بعض المواد يتم تداولها دون شهادة صحية زراعية. لذلك يجب اتخاذ إجراءات وتدابير قانونية مشتركة في هذا الشأن للحد من انتشار هذه الحشرة وحصرها ومكافحتها في الأماكن التي ظهرت فيها.



وتحدث يرقات هذه الخنفساء معظم الضرر بالحبوب المخزونة لقدرتها على ثقبها والتغذية على محتوياتها. وتعيش الحشرة الكاملة نحو عشرة أيام ويمكن ليرقاتها أن تعيش نحو ثلاث سنوات بدون غذاء. وللوقاية من هذه الحشرة يجب مراقبة الإرساليات الزراعية الواردة وفحصها فحصاً دقيقاً للتأكد من سلامتها من هذه الحشرة وكذلك تأمين نظافة المستودعات والساحات والمطاحن ومعامل تصنيع الدقيق وتعقيمها بإحدى المواد المعقمة مثل أقراص الفوستوكسين أو غاز الميثيل برومايد.



اللفحة المتأخرة Late Blight: الفطر المسبب Phytophthora infestans



يموت المجموع الخضري قبل النضج ويقل الإنتاج، تعفن الدرنات يؤدي إلى خسارة كبيرة في المحصول.



التوزيع الجغرافي:

توجد في كل مناطق العالم التي تزرع البطاطا وخاصة في شمال أمريكا والشمال الشرقي لأوروبا ، حيث تلائمها الظروف الجوية الباردة والرطبة.



الأعراض:



على النبات: تظهر بقع صغيرة غامقة على حواف الورقة تحت الظروف الجوية الرطبة تصبح البقع محاطة بعفن أبيض يحمل جراثيم الفطر وخاصة على السطح السفلي للورقة، تتسع البقع وتنمو بقع أخرى وتظهر على الساق بقع بنية داكنة اللون كما في الشكل رقم 13 و 14.























شكل رقم (13) مرض اللفحة على أوراق البطاطا











على الدرنات: يتغير لون القشرة إلى البني أو القرمزي وينتشر على الدرنة حتى يعطي حبوب بنية محمرة على لب الدرنة ونلاحظ ذلك إذا عملنا مقطعاً في الدرنة كما في الشكل رقم 14.















شكل رقم (14)















الظروف:



مصدر الإصابة يشمل الدرنات المخزونة المصابة، انتشار المرض يمكن أن يتبع فترة من الجو الحار والرطب لمدة 48 ساعة ودرجة الحرارة فوق 10م° والرطوبة فوق 75% في شهر تموز إلى آب. معدل الانتشار يعتمد على الظروف الجوية المتكررة ، تحت الظروف الجوية الحارة والجافة ينتهي المرض مؤقتاً ، تصاب الدرنات من جراثيم الفطر الساقطة من الورقة على الأسفل.



المقاومة:



الأصناف: بعض الأصناف لها مناعة ضد بعض سلالات الفطر.



اللفحة المبكرة Early blight Target Spot :



المسبب Alternaria Solani



الأعراض: حلقات دائرية مركزية على الأوراق ، تؤدي إلى حدوث بقع كبيرة ميتة، تميز عن اللفحة السابقة Phytophthora infestans بواسطة الأبواغ والتي لاتظهر في الظروف الرطبة.



الظروف: تنشط الإصابة في الطقس الحار.



المكافحة: المبيدات الفطرية تمنع حدة انتشاره.



الفوما: Gangrene :



المسبب : Phoma Exigua SSP



الأعراض: المناطق على سطح الدرنة تصبح غائرة ويتغير لونها وتأخذ أشكال غير منتظمة. التجاويف الداخلية يصبح لونها رمادي فاتح أو على شكل عفن أصفر، البوغ ذات الرأس الأسود ينتج أجسام تحدث إصابة داخلياً وخارجياً ، حواف الدرنة هي التي تميز الأنسجة المصابة والسليمة ، أحياناً يتطور العفن الطري الثانوي وتتبعه الإصابة بالبكتريا.



الظروف: تحمل الفطريات بالساق أو بالدرنات أو بالتربة، تصاب الساق ثم تتحول الإصابة إلى الدرنات، الدرنات المصابة تكون خلال إصابة الجلد أو القشرة ثم تنتقل بالتدريج. حرارة التخزين المنخفضة تشجع على تطور المرض، العفن غالباً لايظهر حتى كانون الأول أو كانون الثاني.



المكافحة:



الأصناف: لاتوجد أصناف مقاومة، بعض الأصناف حساسة مثل ulstersceptre .



الزراعة: تحاشي البذار المريضة، وتقليل الأضرار الميكانيكية في درجة الحرارة المنخفضة ساعد على التئام الجروح بمعالجة الدرنات تحت الظروف الحارة والرطبة عند 13-16م° وحتى 14 يوم ممكن معاملة البضاعة بالتحميل والتفريغ وبحرص.



الكيميائية: أغمس البذار بمحلول الزئبق العضوي والمعالجة لمدة 10 أيام على البذار فقط المبيدات الجهازية بينوميل وثيانبدازول ، والتعقيم بـAminobutance – 2 يقلل من شدة الإصابة بالمخزون ولكن ليس على المحصول.



العفن الجاف Dry Rot fusarium Spp:

يتطور عفن الدرنات أثناء تخزين محصول البطاطا في المستودعات.



الأعراض: القشرة أو الجلد يتجعد بشكل خاص على شكل حلقات دائرية حول المنطقة المصابة مع وجود فقاقيع زهرية اللون أو زرقاء. التجاويف الداخلية تكون مغطاة بعفن كثير الوبر أو الزغب. لب البذار المصاب يكون ذو لون بني فاتح إلى بني غامق.



الظروف: العدوى تحدث من خلال الجروح الناتجة عن قلع المحصول والغربلة ، المخزن الرطب والدافئ يشجع على حدوث المرض.



المكافحة: الأنواع: لاتوجد أصناف مقاومة ، بعضها حساس جداً مثل Arran Comet.



الزراعة: تجنب زراعة البذار المصابة ، تجنب أحداث أضرار ميكانيكية خاصة عند غربلة البذار أو فرزها وقبل الزراعة.



الكيميائية: أغمس البذار في الزئبق العضوي خلال 10 أيام على البذار فقط. Tecnazene الذي يعمل كموقف أو مثبط للتبرعم. Thiabendazole يجب المعاملة به بسرعة بعد القلع.



العفن الطري البكتيري Soft rot المتسبب عن البكتريا pectobacterium carotoverum



ينتشر هذا المرض في كافة مناطق زراعة البطاطا في العالم، بسبب البكتريا المسببة بالإضافة إلى درنات البطاطا كبيرة من الخضر وخصوصاً الأجزاء الادخارية مثل الجذور والدرنات والكورمات والإيصال ويعتبر من أكثر الأمراض إتلافاً للمواد الزراعية أثناء عمليات النقل والتخزين ففي الظروف المناسبة من الحرارة والرطوبة يمكن أن تشمل الأضرار كافة الإرسالية خلال أيام قليلة.



تعتبر الإصابة من خلال الجروح أكثر شيوعاً كما تعتبر الكدمات والتسلطات أثناء جمع ونقل المحصول وأضرار الصقيع والثقوب التي تحدثها الحشرات من العوامل المساعدة الإصابة وفي الحالات قد تحدث العدوى عن طريق العدسات الموجودة على الدرنات حديثة الإصابة وفي الحالات قد تحدث العدوى عن طريق العدسات الموجودة على الدرنات الحديثة الجني.



هذا بالإضافة لذلك يحتاج حدوث الإصابة واستمرار تقدم المرض وتكشفه إلى قدر وافر من الرطوبة فإذا وضعت الدرنات المتبللة في جو جاف يتوقف المرض تماماً ويجف النسيج المتعفن.



تبدأ الإصابة بحدوث تلين في أنسجة الدرنة الداخلية التي تتحلل وتصبح مائية القوام أو هلامية تحت ظروف الرطوبة العالية تنبعث منها رائحة كريهة تجذب إليها الحشرات من رتبة ثنائية الأجنحة التي يمكن ملاحظة يرقاتها في الدرنات المتحللة دائرة وهذه إحدى السمات المميزة لهذا المرض. من المميزات الأخرى للمرض أن البكتريا المسببة تهاجم النسج البارانشيمي فقط في حين تبقى أنسجة الحزم الوعائية سليمة فتظهر الدرنة المصابة طبيعية ولكن بالضغط على أنسجتها الطرية المتحللة يمكن تمييز ذلك بوضوح.



الفيوزاريوم : الذبول ، عفن الدرنات، عفن عيون الدرنات:



العوامل المسببة:



- أنواع من فيروسات الفيوزاريوم



- أنواع الفطريات في جنس الفيوزاريوم تسبب مشاكل متعددة على البطاطا



- أنواع الفيوزاريوم المسببة للذبول ، عفن الدرنات ، العفن الجاف أثناء التخزين ، عفن عيون الدرنات.



تكون أنواع الفيوزاريوم محمولة في التربة، وتعتبر مجموعة معقدة جداً من الفطريات، صعب التعرف عليها بدقة فيما يتعلق بالأنواع، والأشكال، والأجناس الفيزيولوجية وقد تم التعرف على حوالي 20 نوع من البطاطا.



الذبول : ذبول الفيوزاريوم المسبب من F.solani, F.Oxysporum:



إن انتشار الأول أوسع ولكنه يعتبر عاملاً ممرضاً أقل من F-solani وهو يسبب خسائر شديدة في الوديان المروية لأكثر المناطق السهلية المنبسطة، ويعتبر الذبول الفيوزارمي من أكثر الأمراض شيوعاً على البطاطا في الغرب ، خاصة على تلك التي تنمو في الأراضي المروية والتي تتميز بتربة دافئة.



وفي المسبب من قبل F.solani, F.Oxysporum فإنه يوجد اصفرار على الأوراق السفلية يتبعه ذبول سريع وأحياناً تصاب النباتات ببطء وتموت بالتدريج. التلف اللحائي للساق تحت الأرض يمكن حدوثه ، وتظهر نقاط في لب الساق، وتصبح الأنسجة الخشبية صفراء بنية وغالباً من القاعدة إلى القمة. التغير في اللون أكثر مايلاحظ على العقد.



إن الطقس الحار مناسب لتطور مرض الذبول ولكن الطقس البارد يوقفه، كذلك فإن التربة الرطبة والري مناسبان لتطور المرض. إذا كانت رطوبة التربة مرتفعة فإنه لايمكن أن تتطور الأعراض على الأوراق إلى مرحلة الذبول ولكن تظهر الأوراق اصفراراً والتفافاً وتصبح وردية الشكل وأحياناً ترافق بتطور لدرنات هوائية.



التربة المتوسطة الرطوبة والإصابة الشديدة فإن التبقع يمتد حتى كامل سطح الورقة، وتتحول الأوراق المصابة إلى اللون الأصفر وتصبح جافة متدلية وغالباً معلقة بالساق بواسطة خيوط. أحياناً يلاحظ اسوداد داخلي للعروق الصغيرة، العروق والمعاليق وذلك على سطح الأنسجة. كذلك يمكن أن يتطور تغير بالون وعائي حلقي على الجذور والدرنات.



تسود أنسجة نهاية الدرنات المصابة وتصبح ذات لون بين مميز، وحتى إذا لم تدخل الخيوط الفطرية إلى أنسجة الدرنة فإن مثل هذا التغير في التلون ينتج عندما يحدث قتل سريع للأراد (غصن هوائي يزحف على الأرض فتبرز له جذور) ويسبب انهيار في أنسجة نهاية الساق أو الدرنة.



عفن الدرنات :



إن عفن الدرنات الفيوزارمي منتشر بكل واسع ويسبب خسائر شديدة في البطاطا أثناء التخزين والتسويق، وتحدث العدوى عادة من خلال الجروح. وتنتج الإصابة بعض من إشكال العفن الجاف، وأيضاً جيوب واسعة وعفن مجعد على السطح.



الفطور المسببة لعفن الدرنات الفيوزارمي تتضمن: F.Caeruleum – F.Stmbucinum



F.avenaceum- F.trichotheciodes



تتطور الدرنات المصابة عادة وتصاب بالعفن الجاف وأحياناً يمكن حدوث عفن رطب ويصبح سطح الدرنة مجعد. يصبح لون الأنسجة المتعفنة بينة رمادية أو سوداء ، تتطور التجاويف وتحتوي على أعفان حمراء، زهرية أو صفراء.



في التخزين المتأخر فإن كتل الأبواغ الزهرية ، البيضاء ، الرمادية ، الأرجوانية، السوداء، أو الزرقاء، يمكن أن تتطور على سطح الدرنات المصابة. العوامل المساعدة على حدوث عفن الدرنات الفيوزارمي تتضمن الجروح ، الدرنات الملوثة (غير النظيفة) ارتفاع حرارة ورطوبة التخزين ، إصابة الدرنات مع أمراض أخرى مثل اللفحة المتأخرة ، اللفحة المبكرة، الجرب العادي.



عفن عيون البطاطا:

تسبب من قبل F.caeruleum , F.sambucinum عندما توجد هذه العضويات فإنه ينتج تحمل ضعيف للنباتات ويتلوه انخفاض في الإنتاجية. عادة يحدث عفن العيون عندما تكون التربة حارة وجافة، وسطح مقطع أنواع البذور يمكن أن يصبح فلينياً.



المكافحة: العفن الفيوزارمي صعب المكافحة وللمساعدة في إقلال الخسائر الناتجة عن هذا المرض:



1- استعمال بذار بطاطا خالية من الأمراض النباتية.



2- معالجة البذار بمبيدات فطرية موصى بها من قبل السلطات المحلية.



3- دورة زراعية للمحاصيل.



4- تنظيم جيد للتربة يتضمن استعمال الري المناسب.



عفن الدرنات: لتقليل الخسائر الناجمة عن الإصابة فيجب العناية الكاملة أثناء الحصاد والتحميل لمنع حدوث خدوش وكدمات. تخزين البطاطا في درجات حرارة باردة 5 م° مع رطوبة متوسطة وتهوية مناسبة ، إن Sebago ، Kennebec أصناف مقاومة.



عفن عيون البطاطا: لتقليل الخسائر من هذا المرض إلى أقل حد فإن :



1- استعمال البذار المقطعة بدقة لتسريع التفلن.



2- معالجة أنواع البذور بمبيدات فطرية موصى بها من قبل السلطات المحلية.



سرطان البطاطا Walt disease :

البكتريا المسبب Synchytrium Endobioticum



الأعراض الخارجية: الدرنات تتضخم وبالتدريج تصيب أعناق الأوراق ولكن لاتصيب الجذور، تصبح الدرنة بشكل قرنبيط ، وتخرج الأورام من عيون الدرنة أو من الدرنة كلها.



يعتبر سرطان البطاطا أحد الأمراض النباتية الهامة وأكثرها خطورة على البطاطا فهو يدمر جميع الأجزاء الخضرية للنبات فيما عدا الجذور وفي نباتات أخرى من العائلة الباذنجانية ، يتلف المرض الجذور أيضاً. وفي أول الأمر يظهر نموات صغيرة تكبر بالتدريج مكونة أورام ذات شكل يشبه نبات القرنبيط ويحدث ذلك نتيجة لنمو الخلايا وهذه النموات تبدأ ذات لون عاجي يتحول إلى اللون البني ثم في النهاية يتحول إلى اللون الأسود. ويختلف شكل الثأليل من نتوءات صغيرة إلى أنواع كبيرة متفرعة معقدة وهي غير جامدة التركيب فهي طرية وشحمية.



ينتشر المرض عن طريق التقاوى المصابة والحاملة للمرض أو جذور المحاصيل والمواد النباتية الملوثة بالتربة أو عن طريق الأسمدة العضوية نتيجة تغذية الحيوانات بالدرنات المصابة كذلك تنتقل بواسطة ماء الأمطار تبقى جراثيم الكائن ساكنة حية في التربة عدة سنين. كما تعمل بعض درنات البطاطا من الأصناف المقاومة على نشر الكائن مما تحمله من ثآليل غير ظاهرة.



الظروف: الجراثيم تبقى فعالة في التربة أكثر من 30 سنة ، ينتشر بالأدوات أو السماد الناتج عن روث الحيوانات المغذاة على الدرنات المصابة ، تكثر حدة المرض في الفصول الرطبة.



التوزيع الجغرافي:

‌أ- أوروبا : النمسا، تشيكوسلوفاكيا، بلجيكا، الدانمارك، ألمانيا الاتحادية، إنكلترا، ألمانيا الديموقراطية، فرنسا ، فنلندا ، استكتلندا، هولندا، إيرلندا، إيطاليا ، مالطة، لوكسمبورغ، النرويج، البرتغال، بولندا، رومانيا، الاتحاد السوفييتي، سويسرا، السويد، يوغسلافيا وجميع دول أوروبا تقريباً.



‌ب- آسيا: الهند ، لبنان ، كوريا ، اليابان.



‌ج- أفريقيا: جنوب روديسيا ، جنوب أفريقيا، الجزائر.



‌د- أمريكا الشمالية : الولايات المتحدة ، كندا، المكسيك.



‌ه- أمريكا الجنوبية : البرازيل، بيرو، شيلي ، بوليفيا.



‌و- استراليا: نيوزيلندا.



المكافحة:



الأصناف: أكثر الأصناف عندها مناعة ضد المرض( مقاومة) أما الأصناف غير المقاومة هي: Duke ofyork, Bintje, King Edward, Royal, Kidney, Epicure.



الزراعة: يعتبر من الأمراض الخطرة، البطاطا الناتجة عن أراضي مصابة محظرة وممنوعة.



الكيميائية : غير مسموح بها.



مرض العفن الحلقي في البطاطا Ring rot الاسم العلمي Corynebacterium sepedonicum:

التوزيع الجغرافي: ظهر في ألمانيا ، كندا ، الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض دول أوروبا.



الاسم الشائع: العفن الحلقي أو العفن الحلقي البكتيري وهو يسبب إصابة كبيرة للدرنات.



الكائن المسبب : بكتيريا عضوية ، غير متحركة، قصيرة موجبة لصبغة جرام ، ظهور المرض لأول مرة في الحقل كان في حقل بطاطا في الولايات المتحدة عام 1932 وكذلك في كندا منذ سنة تقريباً. ولكن الآن ينتشر في معظم المناطق التي تزرع فيها البطاطا وذلك يعود لأن الإصابة بالعفن الحلقي حادة شديدة، وكذلك المقاومة أي قدرة تحمل البطاطا لهذا المرض صفر وذلك لتعذر إيجاد بذور خالية من هذا المر.



الأعراض: تصاحب النبات منذ بدء النمو حتى نهاية الموسم بنفس الدرجة من الأعراض أي لايحصل تقدم في الإصابة خلال مراحل النمو، وبعض النباتات يمكن أن تصاب بالعفن الحلقي دون أن تظهر عليها الأعراض: وهي ذبول الساق، ذبول الأفرع والأوراق، وأحياناً يكون الذبول لايشمل النبات كلياً أو يكون أكثر السيقان ذابلة أو متفرقة. بينما عندما يكون النبات في فترة الراحة يظهر النبات بشكل عادي أو سليم. وتكون المنطقة بين العروق في السطح السفلي للأوراق للساق المصابة في البداية لونها باهت أصفر. وبذلك يسبب تحولها من الأخضر الباهت إلى الأصفر، والأوراق العليا حوافها تكون ملتفة والأوراق الصفراء تصبح ذابلة. عند قطع الساق المصاب (نسيج وعائي) يكون لونها بني ويفرز سائل أبيض بكتيري. في نهاية الموسم يحصل السقوط وغالباً يحدث تدهور في جذور التغذية.



في الدرنات المصابة بالعفن الحلقي تأخذ الإصابة مكانها حتى نهاية الساق عبر الأنسجة الوعائية يظهر التلف في المنطقة التي تحت البشرة على شكل عفن حلقي عند نهاية الساق وعند عمل مقطع عرضي في الدرنة المصابة نلاحظ عفن رمادي قوامه مثل الجبنة، أصفر باهت إلى بني محمر في مناطق الأوعية الحلقية والأنسجة المتلفة يكون قوامها كدري في الحالات المتقدمة. إذا ضغطت على الدرنة ينتج انفصال أنسجة الحلقة عن الأنسجة الداخلية في الدرنة.



إن الدرنات المصابة بشدة غالباً ماتكون عرضة للإصابة بكائنات مرضية أخرى وفي النهاية نلاحظ تشقق البشرة وتلونها باللون البني ، ويعتبر تلون الحزم الوعائية باللون الأصفر الباهت أول أعراض الإصابة على الدرنة، وقد يظهر الإفراز البكتيري فيما بعد ويمكن زيادته بالضغط على النسيج النباتي وينحل نسيج الحلقة الوعائية بزيادة كمية الإفراز البكتيري مكونة فراغات تظهر فيما بعد ثم تفقد الدرنة محتوياتها المائية وتجف القروح المسنة وتصبح ذات مظهر مسحوقي، أو رخوة عجينية إذا أصيبت ببكتيريا العفن الطري.



انتشار المرض: كان الانتشار السريع لهذا المرض في أمريكا الشمالية مصحوبة بنقل وانتشار درنات البذار في مناطق زراعية معينة في الولايات الشمالية وفي كندا. يعيش الكائن الممرض من موسم لآخر في الدرنات غالباً وهو يكمن أيضا في الإفرازات الجافة وفي الأقفاص والمخازن وآلات الجمع والفرز والأكياس، ولايوجد أي دليل على أنه يعيش في التربة.



ولما كانت البكتيريا الموجودة في الإفرازات الهلامية تقاوم الجفاف لذلك تعتبر الآلات والسكاكين الملوثة عند القطع أهم مصادر الإصابة الأولية وتدخل البكتيريا عن طريق قطع أجزاء الدرنات وعن طريق الجروح أو الخدوش التي تنشأ أثناء جمع المحصول وتداوله.



ويوجد أيضاً ما يدل على حدوث الانتشار في الحقل بواسطة ماء الري وفي الجور بواسطة الجذور، وقد تبقى البكتيريا في الدرنات مدة طويلة دون أن تظهر عليها أعراض واضحة وقد تحمل الدرنة الكائن الممرض في داخلها وتنتج نباتات ثم درنات سليمة ظاهرياٍ.



المكافحة:



1- استعمال درنات بذار خالية من المرض



2- حفظ الأدوات المستعملة في العمليات الزراعية نظيفة من أعراض البكتيريا باستعمال الماء المغلي.



3- السكين والأكياس التي سوف توضع فيها لبطاطا تعقم بالفورمالديهيد.



4- قبل وضع المحصول الجديد في المحزن يجب تنظيفه من الدرنات القديمة والبقايا، ثم يعقم بمادة الفورمالديهيد لقتل البكتيريا المعتقد أنها بقيت في المستودع .



طرق أخرى للمقاومة:



1- زراعة بطاطا صغيرة كاملة دون تقطيع.



2- اتباع دورة زراعية مناسبة



3- زراعة أصناف مقاومة مثل Merrimock, Saranac, Addleton.



4- هذه البكتريا لاتعمل بيات شتوي في التربة ولكن في الدرنات المصابة المتروكة في الأرض، والحقل الذي ينتج درنات مصابة بهذا المرض يجب أن لايزرع في العام القادم بالبطاطا.



العفن الحلقي Spaing:

المسبب : فيروس عرف الديك على التبغ TRV.



أهميته محلياً: الدرنات المصابة لاتسوق كسلع، الإصابة بهذا المرض ليست مرئية حتى لوعملنا مقطع في الدرنة، عموماً لاينتقل هذا المرض خلال البذور للمحصول التالي.



الأعراض: أقواس فلينية بينة وبقع في لب الدرنة، نادراً ما يلاحظ على سطح القشرة، الإصابة بالعفن الحلقي تعطي نباتات سليمة ولكن بعضها يحتوي على سوق سليمة وواحدة متقزمة وعليها أعراض تبرقش الساق. التبرقش الأصفر على الأوراق وليس على الساق.



أحياناً يكون الاصفرار بشكل حلقات أو خطوط أو أقواس بنية وعلامات بشكل V حواف الورقة غالباً ما تكون مشوهة، الدرنات الناتجة عن النباتات التي سوقها عليها تبرقش يمكن أن تحتوي على بقع صغيرة.



الظروف : ينتقل بواسطة النيماتودا الحرة في التربة (وليس بواسطة النيماتودا الحوصلية) توجد عادة في التربة الرملية الخفيفة.



المقاومة: الأصناف Stormobt Enterprise, record-Bintje.



الطرق الزراعية: مقاومة الأعشاب ، وعزق التربة يمكن أن يقلل من أعداد النيماتودا.



الطرق الكيميائية : مبيدات النيماتودا المتخصصة ، مناسبة ولكنها مكلفة وسامة.



العفن الحلقي Spraing المسبب PMTV moptopvirus:



هذا الفيروس يسبب العفن الحلقي في الأصناف ، يمكن أن يسبب أعراض على مجال واسع من الدرنات، ينتقل هذا الفيروس خلال البذور في العام الثاني بعد الإصابة.



الأعراض: على الدرنات: فقط حلقات بنية أو فقاقيع خارجية في الأصناف Dell-Pentland ، كل من الحلقات الخارجية والعفن الحلقي الداخلي في الأصناف Ulstersceptere- Arran Pilot P.Crown. الحلقة يمكن أن تطوق كل درنة، غالباً تكون مركزية، تشقق، وتكون الدرنة حمراء مسمرة ويمكن للتشويه أن يحدث.



قصلة النبات (قش): أكثر شيوعاً البقع صفراء لامعة، غالباً تكون بشكل V على الصنف P.javelin أحياناً تكون علامات خضراء باهتة على شكل V على الصنف إدوارد. النباتات المتقزمة قليلاً ما تتكرر، الأوراق عنقودية والحواف ملتفة على الصنف Ulster.



الظروف: ينتقل بالتربة بواسطة فطر الجرب المسحوقي، وينتشر أكثر في التربة الباردة والرطبة لمنطقة نمو البذرة، تظهر الأعراض على المجموع الخضري في الربيع البارد.



المقاومة: عملياً: تنمو البذور تحد من ظهور الأعراض على الدرنات والنبات، مقاومة الجرب المسحوقي يؤدي إلى مقاومة الفيروس.



الجرب المسحوقي Powdery Scab الفطر المسبب Spongospora Sulterranea:



الأعراض: الجرب على الدرنات والذي عادة يعطي بودرة خفيفة من الأبواغ وحواف مشرشرة تكون بشكل دائري أكثر من الجرب العادي.



التوزيع الجغرافي: يوجد في شمال أمريكا وجنوبها وفي كندا، ويعتقد أن هذا المرض كان مستوطناً في أمريكا الجنوبية ، بيرو وانتقل منها إلى ألمانيا عام 1841 وكذلك إلى إنكلترا وشمال أوروبا وقد وصل إلى كندا عام 1913 ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفي عام 1935 ظهر في أستراليا ونيوزيلاندا ، وكينيا ومصر والاتحاد السوفييتي.



الإصابة: غير القوية بالجرب تعطي مساحات من الأنسجة غير الملونة والتي تختلف بالحجم وةتشابه مع البثرات الناتجة عن البقع الجلدي. التدرن أو التقرح يؤدي إلى تخريب الدرنات، النموات الدرنية المصابة بالجرب تتشكل أحياناً على الجذور.



الظروف: ينتشر بالأبواغ وأيضاً باستعمال بذور مريضة، الأبواغ تبقى حية في التربة لعدة سنوات، ينتشر في التربة الثقيلة تحت الظروف الجوية الباردة والرطبة.



المكافحة: تجنب البذور المريضة، لاتطعم الدرنات المصابة للماشية ، تجنب استعمال الكلس.



الجرب العادي Common Scab المسبب بكتريا Streptomyces Scabies:



الأعراض: تتراوح من عديسات حجرية خفيفة إلى جرب ممتد على كامل الدرنة، وهي شائعة بشكل جرب مفرد أو مجموعات. السطح الكامل قد يغطى في الحالات القصوى أو الشديدة كما في الشكل رقم (23).



الظروف: تتسبب الإصابة عن إحياء التربة التي تهاجم الدرنات في مرحلة مبكرة للنمو خاصة عندما تكون الظروف جافة، التربة الكلسية تؤدي لزيادة فرص هجوم الجرب ، لاينتشر في المخازن.



المكافحة: بعض الأنواع مقاومة نسبياً مثل الملك إدوارد Marispeer ، السقاية في مرحلة مبكرة من تشكل الدرنات ، تجنب الكلس والبذور المصابة بالجرب، المبيدات الفطرية غير معتمدة وغالية.



الجرب الفضي Silver Scurf Helminthosporium solanin - :

الأعراض: مظهر فضي للقشرة أو للجلد الميت تحت الظروف الرطبة فإن شكل البوغ الأسود يعطي مظهراً قاتماً. والجلد أخيراً يصبح رقيقاً والدرنات تصبح يابسة ومجعدة.



الظروف: تحدث العدوى من البذار المصابة ومن التربة، الظروف الرطبة الدافئة أثناء التخزين تشجع انتشار الجرب، يمكن منع انتشار المرض بدرجات الحرارة المنخفضة تحت 3م° ولكن الخسارة من يباس الدرنات أو جفافها تكون مرتفعة.



المكافحة : لاتوجد أصناف مقاومة. تجنب البذار المصابة، أما كيميائياً : اغمس في الزئبق العضوي عند القلع وهذا يعطي مكافحة جزئية ، المبيدات الفطرية الجهازية مثل Thiabendazole , Benomyl والتعقيم بـ Aminobutane-2 يعطي مكافحة لابأس بها.



العفن القرنفلي : Pink rot - Phytophrhora erythroseptica:



الأعراض: ذبول المجموع الخضري ممكن الحدوث، الدرنات تصبح عديمة اللون بشكل تدريجي تفرز الدرنات سائل لزج يلتصق على سطح التربة، الأنسجة المصابة بعد تعرضها للهواء يتحول لونها إلى الزهري ثم القرمزي وبالتدريج إلى اللون البني الغامق، الرائحة المميزة هي الرائحة الخلية.



الظروف : العدوى تأتي من التربة ، وانتشار المرض يكون في الصيف الحار والجاف.



المكافحة: لاتوجد أصناف مقاومة والصنف King Eduard ، دورة زراعية جيدة ، جودة الصرف، وكيميائياً لايوجد.



المائي العفن الرخو (الطري) Watery wound rot – Pythium ultimum:



الأعراض : يتغير لون القشرة وتنتشر البقعة حول منطقة الإصابة على درنة البطاطا ، الأنسجة المركزية تصبح طرية وعجينية القوام والتجاويف تكبر وتتطور، المظهر الخارجي ممكن أن يبقى سليماً وثابتاً البكتريا الثانوية لغزو الأنسجة المصابة.



الظروف: العدوى من التربة، تزداد الإصابة في الجو الجاف والحار.



المكافحة: في الزراعة يجب تحاشي الجو الحار قبل النضج وتقليل الأضرار الميكانيكية.



القلب الأجوف في البطاطا Hollow Heart:



تظهر الأعراض على الدرنات الكبيرة وغالباً ما تحدث في النمو الثانوي، والتجاويف عادة تتكون من خلايا بنية مخططة تتطور في نسيج الدرنة المركزي، حيث تبدأ بنقطة صفراء برتقالية في مركز الدرنة بحجم حبة العدس أو الحمص تتحول إلى لون بني غامق يزداد سطحه بحيث يشكل القلب الأجوف. والأسباب غير معروفة ولكن يمكن أن تحدث كنتيجة للموت المحلي للخلايا ثم تنتشر بسرعة في الدرنة وتحت الظروف الرطبة.



المكافحة:



1- بواسطة تحديد حجم الدرنات وإتلاف بقايا المحصول.



2- بعض الأصناف تكون أكثر عرضة للإصابة مثل الصنف Pentland squire .



القلب الأسود في البطاطا Black Heart:

تظهر الأعراض أثناء التخزين كنقطة سوداء في نسيج الدرنة المركزي والأنسجة الميتة لاتعطي رائحة.



المسبب: هو نقص الأكسجين نتيجة ارتفاع درجة الحرارة في المخزن.



المكافحة: التحكم في درجات الحرارة أثناء التخزين.



القشرة السوداء وتقرح الساق Black scurf and stem canker الرازكتونيا Rhizoctonia solani:



الأعراض:



1- الدرنات: جزيئات أو عدسات بنية مسودة وبأشكال وحجوم متنوعة بسهولة تنفصل عن الجلد بأظفر الإبهام.



2- البراعم: القمم أو النهايات المنتشة المتبرعمة والمسودة تسبب تبرعماً ثانوياً لينمو وهذه يمكن بدورها أن تصاب. ممكن للبراعم أن لاتنبت عند الإصابة الشديدة.



3- الساق: قاعدة الساق تتحمل التقرح البني والذي يسبب التفاف وذبول، وتشكيل درنات هوائية، ويميز عن التفاف الأوراق بوجود تقرح الساق، ويميز عن الساق السوداء بغياب الساق الأسود عند سطح التربة، أحياناً تتكون بودرة بيضاء خاصة فوق سطح التربة.



الظروف: أكثر شيوعاً في التربة الخفيفة وفي الظروف الجافة والباردة.



المكافحة: لاتوجد أصناف مقاومة، بالنسبة للزراعة يجب استعمال بذار جيدة التبرعم ، تجنب الزراعة المبكرة في الظروف الباردة، تجنب البذار المصابة، دورة زراعية طويلة. أما كيميائياً : استعمال المبيدات الفطرية الجهازية يعطي مكافحة جزئية.







الساق السوداء black leg: المسبب البكتيري Erwinia carotovora ssp:

بكتيريا رطبة تتلف الأجزاء السفلى للسوق والدرنات، والدرنات تفقد أثناء التخزين.



الأعراض:



Haulm (قصلة النبات) الإصابة المبكرة تسبب تقزم النبات أو عدم إنبات البذرة، المجموع الخضري يكون لونه من أخضر باهت إلى أصفر، الأوراق العليا تكون ملتفة، اسوداد في منطقة الساق التي على مستوى الأرض، يسهل قلع الساق.



الإصابة المتأخرة: يسبب تدهور النبات كله (قصلة النبات) ، نميز بين التفاف الأوراق ، تقرح الساق Rhizoctonia باسوداد منطقة الساق على مستوى الأرض.



الدرنات: العفن الأسود يمتد على عديسة (ثقب صغير على السيقان الخشبية، العفن يمكن أن يصبح جاف ويغوص إلى الداخل أو الأسفل في الظروف الجافة ، التبكير في إحراق النباتات المصابة.



المكافحة : لاتوجد أصناف مقاومة، زراعياً: تحاشي زراعة البذور المريضة، التأكد من جودة الصرف للحقل ، الدرنات تخزن في مخزن جاف وحسن التهوية ، التبكير في إحراق النباتات المصابة ، تحاشي التحطيم الآلي للنباتات ، ولاتوجد طريقة كيميائية .



الصقيع Frost damage:



تنتقل الإصابة على البذور المخزنة في جو الصقيع، الأعراض تختلف تبعاً لمدة تعرضها ودرجة الحرارة ، عادة تحدث الإصابة تحت درجة الحرارة -2م°.



الأعراض: التجمد/ المظهر الخارجي الرطب بعد الذوبان، يمكن أن يسبب لطع رطبة في أكياس البذار، لايوجد رائحة في البداية، ولكن تحت الظروف الدافئة تظهر رائحة العفن الرطب الكريهة. تحت الظروف الباردة والجافة يصبح لب الدرنة سهل التفتت.



إذا حدثت الإصابة في أحد جانبي الدرنة يظهر منطقة فلينية بنية اللون تفصل بين المنطقة المصابة والمنطقة غير المصابة.



التبريد/ (التبريد المفاجئ) : عادة تلاحظ الأعراض بعد إجراء مقطع في الدرنة ، يوجد نوعين من الأعراض:



1- تغيير لون الأوعية: بقع دائرية على أنسجة الأوعية تقريباً 5 مم تحت السطح يصبح لونها أسود، ويمتد الاسوداد إلى الأوعية الدقيقة في الجانب الآخر ن الدرنة، يتوضح هذا المظهر عند إجراء مقطع عرضي للدرنة ، أو بمظهر شبكي في حال إجراء مقطع مائل.



أضرار الصقيع: أكثر المشاكل شيوعاً في إرساليات بذار البطاطا المشحونة في الطقس البارد (وجود الصقيع) الأعراض تختفي تبعاً لفترة التعريض ودرجات الحرارة، الدرنات لاتتجمد إلا إذا نزلت الحرارة إلى -2م°.



الأعراض: الصقيع: مظهر خارجي رطب بعد ذوبان الثلج، يسبب بقع رطبة على الطرود. لاتوجد رائحة بالبداية ولكن في الظروف الدافئة فإن رائحة غير مستحبة تتطور نتيجة العفن الرطب، تحت الظروف الجافة الباردة فإن الجلد يصبح مغطى بمادة طحينية ، إذا تجمد جانب واحد من الدرنة، فهذا يصبح منطقة غير متأثرة وفيها خطوط فلينية بنية.



البرودة: تظهر أعراضها بعد القطع يوجد عرضان:



أ‌- انعدام لون الأنسجة الوعائية: حلقة الأنسجة الوعائية حوالي 5مم تحت السطح تصبح ذات نهاية سوداء. ويمتد الاسوداد إلى الأنسجة في الطرف الآخر ويعطي شكل بقع إذا حصل القطع بالعرض أو مشربك إذا حصل القطع بالمائل.



ب‌-انعدام لون الجلد: تظهر بقع سوداء رمادية مزرقة غير منتظمة على الجلد، تتجعد الدرنات وهذا يعود إلى أسباب أخرى مثل مرض القشرة الفضية.



تحذيرات: لاتعرض الدرنات لدرجات حرارة أقل من 0م°.



تجنب النقل إذا كان يوجد صقيع فهذا يقلل من الإصابة أو الأذى.



تجنب زراعة البذور المصابة بضرر الصقيع.



2- تغير لون لب الدرنة: بقع غير منتظمة زرقاء رمادية إلى سوداء في لب الدرنة ، الدرنات تميل إلى الذبول ، لكن هذا عائد إلى مسببات أخرى مثل القشور الفضية.







تحذيرات :



عدم تعريض الدرنات إلى درجات حرارة تحت الصفر 32 ف°.



تحاشي الحركة في حال الشك بوجود الصقيع ، لأن هذا يقلل من الضرر.



تحاشي زراعة البذور الملاحظ عليها الضرر الناتج من التبريد المفاجئ، العيون يمكن أن تصاب وتسبب حدوث الفجوات في الحقل.



ملاحظة: تبدأ أضرار الصقيع إذا تعرضت درنات البطاطا إلى درجات حرارة منخفضة ابتداءً من درجتين تحت الصفر وتظهر الأعراض واضحة بعد مرور 24-48 ساعة على تعرض درنات البطاطا للصقيع ، وذلك حسب درجات الحرارة وفترة التعرض.



هذا وإن الضرر يبدأ من القشرة إلى الداخل ويظهر ذلك إذا عملنا مقطعاً في الدرنة لون محمر أو برتقالي على شكل دائرة متقطعة أو مثلث أو شكل غير منتظم باتجاه الداخل.



هذا وإن الصقيع يؤثر على الخضار والمحاصيل والأشجار حسب درجات الحرارة وفترة التعرض علماً بأن أشجار الفاكهة تتأثر بالصقيع في درجات الحرارة التالية:



في درجة حرارة -7 إلى -10 م° تتأثر أشجار الكرمة والتين والجوز.



في درجة حرارة -11 إلى -12 م° تتاثر أشجار الزيتون.



في درجة الحرارة -15 إلى 20 م° تتأثر أشجار اللوزيات



في درجة حرارة -25 إلى -30 م° تتأثر التفاحيات.



المكافحة: يكافح الصقيع باستخدام التنبيهات الزراعية واستخدام وسائل التدفئة في المستودعات والمخازن والمزارع.



موزاييك تساقط الأوراق المبرقش والمخطط والمجعد:Leaf drop streak, severe and rugose mosaic



هذا المرض منتشر أكثر من مرض التفاف الأوراق في بعض المناطق، النباتات المتقزمة أو ميتة ، أحياناً تسبب خسارة كاملة في الإنتاج في النباتات المصابة.



المسبب : فيروس Y



الأعراض: متغيرة حسب صنف البطاطا وسلالة الفيروس Y تسبب أعراض الموزاييك في السنة الأولى والثانية مثل سلالات الفيروس التي تسبب موت عروق التبغ.



السنة الأولى: الأكثر شيوعاً وجود بقع داكنة أو خطوط على العروق، الأوراق تتجعد وتسقط مثل: الأوراق المخططة المتسلقة. فقط التبرقش البسيط أو الموزاييك في بعض الأصناف مثل Wilja- Ulster Sceptre .



السنة الثانية: الأكثر شيوعاً النباتات تكون متفرقة وهشة، الأوراق عليها الموزاييك ، شديد ومجعد أو سطح متكرمش(مجعد).



بعض الأصناف تتأثر بمرض الأوراق المخططة المتساقطة وأحياناً تكون مقاومة له ، عموماً لايوجد أعراض على الدرنات ولكن أحياناً توجد شقوق أو درنات مشوهة.



التجعد: هو مشاركة فيروس Y مع بعض الفيروسات الموزاييك خاصة الفيروس X يمكن أن تؤدي إلى زيادة تشويه الأوراق وتجعدها وتقزمها.



الظروف: ينتقل الفيروس بواسطة المن، والفيروس ينتشر محلياً بصورة رئيسية بسبب عدم وجوده بشكل دائم في المن، ينتشر بسرعة كبيرة في بعض الفصول والمناطق وخاصة في الجنوب الشرقي لانكلترا عندما يكون المن مجنح وبأعداد ضخمة.



المقاومة:



الأصناف: أعلى مقاومة تشاهد في صنف Maris – Desiree – Cara- P.Javelin- P.Ivory- Pentland Crown. بعض الأصناف حساسة ولكن تظهر أعراض متوسطة مثل p.sqiure – Estima.



الطرق الزراعية: زراعة بذور خالية من المرض أو محسنة.



الطرق الكيميائية: استعمال المبيدات الحشرية بكثرة أو بقلة لايؤثر لأن الإصابة حدثت قبل أن يأخذ المبيد تأثيره على النبات.







مرض التقرح البكتيري على الحمضيات:

يعتبر مرض التقرح البكتيري على الحمضيات المتسبب عن البكتيريا Xanthomonus Citri، أحد أكثر أمراض الحمضيات المعروفة خطورة وهو مرض معدي ينتشر بسهولة عن طريق الغراس والتطعيم بالبراعم المصابة والعواصف المطرية المصحوبة بالرياح الشديدة وعن طريق الملامسة بواسطة الإنسان، الحيوان، الحشرات والمعدات الملوثة، ويعتبر أيضاً من الأمراض التي يصعب مقاومتها ويمكن أن يصيب الأوراق، الأغصان الصغيرة والثمار لمعظم الحمضيات المزروعة في ولاية فلوريدا الأمريكية مسبباً سقوط الأوراق والثمار وتدهور الغراس والأشجار في طور الإثمار.



فيما يلي لمحة عن بيولوجيا المرض تاريخه، الأعراض ، العدوى، الانتشار ، المقاومة ، المكافحة.



تاريخ المرض وانتشاره:



يحتمل أن يكون المرض قد نشأ في جنوب شرق آسيا ومن ثم انتشر على اليابان، جنوب أفريقيا، أستراليا، جزر المحيط الهادي، جنوب أمريكا والولايات الساحلية الواقعة على الخليج من الولايات المتحدة الأمريكية حيث تأصل المرض عام 1910.



منذ عام 1910-1933 شنت حملة واسعة النطاق لاستئصال المرض حيث تم إنفاق أكثر من 6 مليون دولار في ولاية فلوريدا لإتلاف حوالي 258000 شجرة في البساتين و3 ملايين غرسة بطريقة الحرق التي كانت الطريقة الفعالة الوحيدة في مكافحة المرض.



وقبيل عام 1934 كان مجموع الأشجار التي تم إتلافها في الولايات الساحلية من فلوريدا إلى تكساس حوالي 20 مليون شجرة في البساتين والمشاتل كانت قد أصيبت أو تعرض للإصابة.



بنهاية عام 1949 تم إجراء عمليات مسح وتحري عن المرض في البساتين والمشاتل كانت قد أصيبت أو تعرضت للإصابة.



بنهاية عام 1949 تم إجراء عمليات مسح وتحري عن المرض في البساتين المهجورة وعلى الأشجار البرية (بشكل رئيسي بادرات البرتقال ثلاثي الأوراق).



في أيلول من عام 1984 تم الإبلاغ عن وجود إصابة بمرض التقرح في فلوريدا في مشتل واسع بمنطقة بولك ومن ثم وجد المرض في العديد من مشاتل الحمضيات في وسط وجنوب ولاية فلوريدا التي استخدمت مواد نباتية من المشتل المصاب في منطقة بولك.



ينتشر المرض أيضاً في جميع دول العالم المنتجة للحمضيات وهي: في قارة آسيا : أفغانستان، سيريلانكا، الصين ، الهند ، اليابان، جاوا، الملايو، الفيليبين، في قارة أفريقية: الكونغو، المغرب، موزامبيق، جنوب أفريقيا، القارة الأمريكية: الولايات المتحدة، الأرجنتين، كوبا، بورتوريكو وأستراليا : نيوزيلاندا وجزرها.



وقد ظهر المرض مؤخراً في المملكة العربية السعودية، الجمهورية العربية اليمنية، عمان، الإمارات العربية المتحدة وهناك حملة في الجمهورية العربية اليمنية للقضاء عليها.



السلالات:



توجد على الأقل ثلاث سلالات أو أشكال معروفة من مرض التقرح البكتيري على الحمضيات كما تبين من العامل الممرض على العوائل المختلفة من الحمضيات.



السلالة (أ): وهي تصيب الكثير من الأنواع التابعة للعائلة السذابية Rutaceae التي يتبع لها جنس الحمضيات Citrus وبعض العوائل الأخرى وأن معظم أنواع وهجن الحمضيات تصاب بهذه السلالة وخاصة الكريفون poncirus trifoliate ، البرتقال ، الحامض، الليمون المكسيكي، الليمون والتانجرين.



السلالة (ب): وتصيب الليمون في الأرجنتين ، الأوروغواي والباراغواي ويمكن أن تصيب الليمون المكسيكي، البرتقال الحامض، الليمون الحلو، النارنج وأحياناً البرتقال الحلو والماندرين.



السلالة (ج): ويصاب بها فقط الليمون المكسيكي في البرازيل ، في عام 1980 أصيب الليمون المكسيكي في جميع أنحاء منطقة زراعة الليمون بولاية كوليما المكسيكية حيث لوحظ وجود خدوش تشبه التقرح على الأوراق والأغصان الصغيرة ولكنها لم توجد على الثمار في الحقل ولقد صنف العامل الممرض على أنه Xanthomonas مرض التقرح البكتيري أن العامل المسبب للمرض الذي ظهر بشكل وبائي على الحمضيات في فلوريدا عام 1984 كان له نفس العدد من العوائل كما للسلالة (أ) ولكن وجد بأن الأعراض تختلف قليلاً عن الأعراض النموذجية للسلالة (أ) في مشاتل الحمضيات المضاف لها كميات كبيرة من الأسمدة.



العدوى وحدوث الإصابة:

تحدث الإصابة أول الأمر من خلال المسامات الموجودة على السطح السفلي للأوراق ومن خلال الفتحات الطبيعية الأخرى والجروح، على كل فإن الأوراق البالغة أكثر مقاومة للعدوى عن طريق المسامات من الأوراق الفتية ، ويمكن أن تتأثر المقاومة للعدوى بعدة عوامل وهي بنية المسامات، عددها، توزعها ووظائفها حيث أن هذه العوامل تؤثر على درجة تبلل هذه المسامات بالماء وبالتالي نفاذ البكتيريا من خلالها.



وكما هو الحال في معظم الأمراض الهامة التي تصيب الأوراق في فلوريدا فإن درجة الحرارة والرطوبة أكثر العوامل التي تؤثر على حدوث الإصابة حيث درجة الحرارة المثلى لنمو البكتيريا هي 25-30 م° أما الرطوبة، الندى المطر، الري بالرذاذ فهي هامة في انتشار العامل المسبب للمرض وفي بقائه حياً وأن أفضل الظروف لتطور المرض هي هطول أمطار غزيرة عندما يكون متوسط درجات الحرارة أكثر من 20 م°.



كافة الأجزاء الفتية الموجودة فوق سطح الأرض يمكن أن تصاب بالمرض أما الجذور فلاتصاب بالمرض عادة.



تلاحظ التقرحات عادة بعد 7 أيام من الإصابة وتبدو كنقاط مائية صغيرة لامعة منتفخة قليلاً تشبه الغدد الزيتية الموجودة على الأوراق ولكنها أكثر تجمعاً ومع تطور هذه التقرحات فإنها تبدو مشابهة لأعراض عدد من أمراض التفاحيات مثل الجرب، الانتراكتوز، التبقع الشحمي والتبقع الأشني أما الإصابة الشديدة فتؤدي إلى تساقط الأوراق، الموت المفاجئ وتلطخ الثمار وتدهور مواصفاتها وسقوطها قبل النضج.



على الأوراق: الشكل 1C, 2A,2B تقترن إصابة الأوراق عادة بنمو البثور التي تحدث خلال الظروف الرطبة والدافئة ويمكن أن تحدث إصابة الأوراق خلال 14-21 يوماً من بداية نمو الطرود ونادراً ما تحدث قبل أن تصل الأوراق إلى 85% من وضعية الامتداد الكامل وتتشكل التقرحات بعد فترة أسبوعين من ذلك.



على الأوراق الفتية تبدو التقرحات عادة على الوجه السفلي أولاً ومن ثم على الوجهين السفلي والعلوي وفي كافة السلالات وتبدو التقرحات كاندفاعات صغيرة مستديرة تشبه البثور لونها أبيض في البداية ثم يصبح لونها أسمر وبني.



تتمزق البشرة الخارجية للأنسجة محدثة بقع مخططة بأنسجة مسمرة محاطة عادة بهالات صفراء ومع توسع القروح تتكون منطقة شحمية زيتية مشبعة بالماء حوافها ويمكن أن تستمر حتى بعد أن تصبح هذه القروح قديمة وأحياناً قد تسقط مراكزها محدثة ثقوباً خردقية.



وقد تصل أبعاد التبقعات على الأوراق (3-5) مم ويمكن أن تلتحم لتشكل بقعاً أكبر.



على الأفرع الصغيرة: الشكل 1A, 1B,2C,3A تشبه التقرحات الموجودة على الأفرع الصغيرة مثيلاتها على الأوراق وتكون أكثر بروزاً على الأفرع الأكبر وغير منتظمة الشكل ، أما العوائل الحساسة للإصابة فقد تحدث فيها التقرحات على الأغصان الكبيرة التي قد يصل قطرها إلى 8 سم وعلى جذوع الأشجار البالغة.



على الثمار: الشكل 3B, 4A, 4B بشكل عام إن الثمار حساسة خلال فترة النمو وخاصة عندما يكون قطرها من 3-6 سم وتكون التبقعات مشابهة لتلك التي على الأوراق وقد تتواجد الهالات الصفراء أو قد لاتتواجد ويكون مايشبه مظهر فوهة البركان فيها أكثر وضوحاً عنها في الأوراق ولاتخترق التقرحات أعماق كبيرة في القشرة ولكنها تؤمن مدخلاً للعضويات الأخرى التي يمكن أن تسبب عفن الثمار.



انتشار المرض:



- الانتشار لمسافات بعيدة: إن نقل النباتات المصابة، العقل، البادرات والثمار، هو العامل الرئيسي في الانتشار الواسع للعامل المسبب لمرض التقرح كما أن الملابس الملوثة والأدوات وصناديق التعبئة وغيرها من الأشياء المقترنة بجني الثمار وتداولها بعد الجني تعتبر من العوامل الهامة في نقل المرض.



- الانتشار لمسافات قصيرة: إن انتشار المرض ضمن الشجرة الواحدة أو من شجرة إلى أخرى يتم بشكل رئيسي بواسطة الأمطار المصحوبة بالرياح وخاصة عندما تكون سرعتها أكثر من 8م/ثا وقد وجدت بكتريا التقرح على بعد 16-32 م من الأشجار المصابة خلال أشهر الصيف كما أن للري بالرذاذ دوره في انتشار المرض.



يتناقص عدد البكتريا بشكل سريع في التربة (في التقرحات الموجودة على الأوراق والثمار التي سقطت) وتستطيع البكتيريا أن تعيش مجموعات صغيرة على العوائل من الحمضيات دون أية تطورات للأعراض كما وجد أيضاً أنها تعيش على عوائل أخرى من الأعشاب والحشائش.



مقاومة المرض:



بشكل عام يعتبر التاريخ ، الكالاموندين والكمكوات مقاومة بشكل كبير للمرض أما الباميملوس، الماندرين والتانجرين متوسطة المقاومة في حين أن الكريفون، الليمون ، البرتقال الحلو، البرتقال الحامض وجنس Poncirus trifoliate أقل العوائل مقاومة للمرض ويعتقد أن الأصول الجذرية لها تأثير على المقاومة حيث وجد من خلال الاختبارات الجارية في الأرجنتين بأن الأشجار التي أصلها أو المطعمة على الليمون الخشن كانت أكثر حساسية للإصابة بالمرض، عن تلك التي طعمت على أصول البرتقال ثلاثي الأوراق.



المكافحة:



إن أفضل وسيلة لمكافحة المرض أو السيطرة عليه هي استعمال أصناف مقاومة للمرض واتباع الإجراءات الزراعية المناسبة كما يمكن تخفيف احتمالات حدوث الإصابة باستخدام مصدات الرياح في المناطق ذات الرياح الشديدة حيث يتم تقليل فرص الإصابة وانتشار المرض المتسببة عن طريق انتقال العامل الممرض في الأوقات الماطرة المصحوبة برياح شديدة إضافة لحدوث الخدوش على الطرود بسبب تصادمها واحتكاكها مع بعضها بفعل الرياح.



عندما تصاب الأصناف الحساسة في الظروف الجوية المناسبة للمرض فإن المكافحة الكيميائية ليست فعالة بشكل عام في مثل هذه الحال على كل فإن المواد التي تحتوي على النحاس مثل مزيج بوردو ، ماءات النحاس، كلور النحاس القاعدي، أوكسي كلور النحاس وثلاثي سلفات النحاس القاعدية هي أكثر المبيدات فعالية في حماية الأوراق والثمار ويمكن لها أن تقلل من هذه الإصابة ولكن لايمكن لها من القضاء عليها في حال وجودها.



إن إزالة مصادر العدوى شتاء يتم بواسطة تشذيب الطرود المصابة بنهاية الصيف والخريف والتي يمكن أن تخفف الإصابة بالربيع القادم كما أن إسقاط الأوراق في الأشجار المصابة بالتقرح يمكن أن يؤدي إلى تخفيف حدة الإصابة بشكل أكبر.



إن استئصال الأشجار المصابة هو أكثر الوسائل فعالية في حماية بساتين الحمضيات من المرض بواسطة حرقها وحرق الأشجار السليمة المحيطة بها أو إسقاط أوراقها ويجب إبقاء المنطقة التي أتلفت أشجار الحمضيات فيها خالية تماماً من الخلف وبادرات الحمضيات والأعشاب كما يمنع نقل عقل الحمضيات والبراعم وكافة الأجزاء النباتية من البساتين المصابة أو المجاورة لها.



كافة الملابس والأدوات والتجهيزات المستخدمة في البساتين المصابة يجب تعقيمها بمواد مثل الفينوليك ، رباعي الأمونيوم، الكلور والكحول بتركيز 70%.





مكتب / محمد جابر عيسى المحامى




ليست هناك تعليقات: